البـــاب الثــــاني
الإطار النظري والاستعراض المرجعي
تمهيد:
الفصل الأول: الإطار النظري
- مفهوم الدور والاتجاهات الخاصة بتفسيره ونظرياته-
- قياس الدور
الفصل الثاني- التغيرات السلوكية:
- مفهوم السلوك
- أنواع التغيرات السلوكية
الفصل الثالث: نحل العسل:
- مفهوم نحل العسل
- مفهوم طائفة النحل
- الوضع التقسيمى لنحل العسل
- مفهوم عسل النحل
- أنواع عسل النحل
- فوائد عسل النحل والمنتجات الثانوية
الفصل الرابع : نظرية الإقناع
- تعريف الإقناع
- العوامل المؤثرة فى عملية الإقناع
- أساليب الإقناع
الفصل الخامس : الاستعراض المرجعي لنتائج بعض الدراسات السابقة
أ- نتائج الدراسات السابقة المتعلقة بدور الإرشاد الزراعي
ب- نتائج الدراسات السابقة لمنتجي عسل النحل
الاتجاهات البحثية السائدة فى الدراسات السابقة
الباب الثاني
الإطار النظرى والاستعراض المرجعي
تمهيـــد:
يتناول هذا الباب الاستعراض المرجعي للدراسات والكتابات المتصلة بموضوع البحث لما لها من أهمية وما يتضمن محتواها العلمي من أراء وأساليب ونتائج بحثية تعد بمثابة الركيزة النظرية التي يستند إليها موضوع البحث ويتضمن هذا الباب فصلين، الأول يشتمل على الإطار النظري لبعض المفاهيم النظرية المتصلة بموضوع البحث ، مفهوم الدور نظرية الدور،وقياس الدور ، والتغيرات السلوكية ، ويتناول ، مفهوم السلوك،وأنواع التغيرات السلوكية ، يتضمن نحل العسل والتي تحتوى على مفهوم نحل العسل ، ومفهوم طائفة النحل والوضع التقسيمى لنحل العسل ، ومفهوم العسل ، وأنواع عسل النحل ، وفؤائد عسل النحل والمنتجات الثانوية ، تعريف الإقناع ، العوامل الموثره فى عملية الاقناع ، أساليب الإقناع أما الفصل الثاني يتعلق بنتائج الدراسات السابقة في مجال الجوانب السلوكية بصفه عامه لمنتجى عسل النحل ودور الارشاد الزراعى فى هذا المجال.
الفصــل الأول: الاطـار النظـرى
مفهوم الدور والاتجاهات الخاصه بتفسيره ونظرياته:
ترجع أهمية دراسة الأدوار إلي أنها من المفاهيم التي تمكن من إدراك السلوك الاجتماعي في الموقف، ليتسنى لنا فهم البناء الاجتماعي المجرد والشخصية إذ أنها ترتبط بالمطالب البنائية الاجتماعية وأفكار الشخص وسلوكه واهتماماته كذلك يرتبط مفهوم الدور بالقيمة، إذ تحدد مجموعة القيم السائدة والمتغيرة في المجتمع إتساق الأدوار والمراكز التي يتكون منها البناء والتي تنظم السلوك الصادر من الشخص داخل الموقف، ويؤدي تغير البناء إلي تغيير القيم والذي يتبعه تغير في الأدوار والمراكز، وفي ذلك يذكر بارسونر أن عملية اكتساب الأدوار الاجتماعية هي أهم نتائج عملية التنشئة الاجتماعية باعتبارها عملية تعلم، فهذه الأدوار تكون عنصراً أساسيا في بناء الشخصية ويتغير نسق أدوار الشخصية والسلوك المرتبط بكل دور وتوقعات الشخص المنتظرة من الآخرين أثناء تبادل العلاقات معهم، نتيجة اتساع علاقات المرء داخل البناء بحسب كبر ونضج هذا البناء (فرج ، 1998، ص 315).
ويتكون البناء الاجتماعى من مجموعة من الأنساق الاجتماعية المترابطة وظيفياً، ويتضمن كل نسق اجتماعى مجموعة من الأشخاص تربطهم علاقات اجتماعية ويشغلون مراكز اجتماعية، ويتبادلون أداء أدوار معينة فى مواقف اجتماعية ونحن ندرك الأدوار والمراكز فى مواقف التفاعل، فالشخص يعكس فى الموقف تصـوراته عن الأدوار التى يقوم بأدائها وتوقعاته المنتظرة لأدوار الآخرين الذين يتبادل معهم أداء الدور،ويوضح (مليكة ، 1964، ص 893) أن نظرية الدور تقوم على عدة مفاهيم أساسية مثل المركز Position، والمكانة Status، والدور Role، والذات Self، ويجمع بين هذه المفاهيم كلها مفهوم عام وهو التفاعل Interaction.
كما يشير (فرج ، 1998، ص ص 302-303) إلي أن مفاهيم الدور تعددت بتعدد وجهات نظر من يتناولونه بالتعريف ومجالات تخصصاتهم واتجاهاتهم، وقد انقسم العلماء المعاصرون فى تفسير مفهوم الدور إلى ثلاثة اتجاهات: الاتجاه الأول هو الاتجاه التفاعلى والذى يرى أن الدور تصور يرتبط بالشخص وهذا الاتجاه أقرب إلى علم النفس، والاتجاه الثانى هو الاتجاه البنائى ويرى أن الدور يدل على المطالب البنائية أى المعايير والتوقعات التى ترتبط بمركز معين وهى شىء خارج عن الفرد ويلغى دور الفرد فى تحديد السلوك وهذا الاتجاه أقرب إلى علم الاجتماع، أما الاتجاه الثالث ويمثل هذا الاتجاه النظرية المعاصرة فى تفسير مفهوم الدور ويرى أن الدور عنصر مشترك بين البناء الاجتماعى والشخصية، حيث يبين الأساليب التى يؤدى بها الأشخاص السلوك فى الموقف حسب المعايير المنظمة وهذا الاتجاه أكثر شمولا من الاتجاهين السابقين وهو الاتجاه الذي استندت إليه هذه الدراسة وفيما يلى تفسير للاتجاهات الثلاث سالفه الذكر .
(أ) الاتجاه التفاعلى:
يوضح هذا الاتجاه أن الأدوار الاجتماعية تكون جانبا من جوانب الشخصية ولا تكون كل الشخصية فالشخص يتعلم أداء الأدوار الاجتماعية ويكتسب التوقعات والعادات ويتوحد مع القيم التى تكون محصلتها الجانب الاجتماعى للشخصـية، وهذا يتفق مع تعريف (عبد الجواد، 1995، ص 6) نقلا عن "الخراشى" أن الدور هو تصور لسلوك يرتبط بشخص معين وبصفة من صفاته الشخصية لأنه تعبير عن حاجاته، وهذا الدور هو مجموعة من القيم والمعايير التى تحدد السلوك المتوقع من شخص معين استنادا إلى خصائصه الفردية، ويتضح من ذلك أن للدور مكونين أساسيين هما السلوك وشخصية الفرد ، وأن هذا السلوك تحركه الحاجات والقيم والمعايير.
أما (Alport, 1961, P. 181) فيرى أن الـدور هو أسلوب المرء فى المساهمة فى الحياة الاجتماعية، وهو مجرد ما يتوقعه المجتمع من شخص يشغل وضعاً اجتماعياً معيناً، ولا تتكون الأدوار التى يقوم بها الشخص من عناصر اجتماعية بل تتداخل فى تكوينها مجموعة من المشاعر والواجبات والأفكار ، ويرى أيضا أن توقعات الدور وآداء الدور يرتبطان بالنسق الاجتماعى إما تصور الدور وقبوله أو رفضه فهما مسألتان مرتبطتان بالشخصية.
(ب) الاتجاه البنائى:
يشير هذا الاتجاه الى الدور باعتباره أسلوب للسلوك داخل البناء وأن معايير المجتمع هى التى تحدد السلوك المرتبط بالدور، وأن الأشخاص يؤدون الدور الواحد بطريقة موحدة مما يظهر اتفاق وتماسك الأشخاص داخل النسق ويبين أن التغير فى مكونات الأدوار يتأثر بالتغير الجمعى وهذا يتفق مع تعريف "ألفريد بالدوين" للدور بأنه: تصور اجتماعى لأنه يرتبط بالبيئة الاجتماعية، وهو صورة مستقرة للسلوك تبين أن من يؤدون دوراً معيناً يسلكون سلوكاً موحداً(وفاء أحمد ، 1992، ص 17).
ويشير (فرج ، 1998، ص 306) إلى أن كلا من الاتجاهين النفسى والاجتماعى قد اهتم بناحية وأغفلا الأخرى، فقد اهتم الاتجاه التفاعلى بالشخص وأهمل المطالب البنائية وأكد الاتجاه البنائى المطالب الاجتماعية وغاب عنه أثر قدرات الشخص فى توجيه السلوك، ومـن ثم فكلا الاتجـاهين قصـر فى تعـريف الـدور .
(جـ) الاتجاه المتكامل :
يشير هذا الاتجاه إلى أن الدور يشمل الفرد والمجتمع وأن الجوانب الذاتية أو الشخصية تتداخل فى التأثير على البناء الاجتماعى وأن العوامل الاجتماعية تتداخل فى تكوين الشخصية، فالدور يشمل الشخص والبناء الاجتماعى ، أى يتأثر الدور بالعوامل الذاتية أو الشخصية متفاعلة مع العوامل البيئية أو الاجتماعية.اى أن الدور هو محصلة ظروف نفسية واجتماعية ويدل على أفعال الأعضاء المتوافقة مع البناء الاجتماعى أو الأساليب التى يؤدى بها الشخص أو الأشخاص السلوك فى الموقف حسب معايير منظمة، وهو اتجاه أقرب إلى الواقع. (معوض ، 1992، ص ص 41-43)
وأوضح (خليفه 2006،ص30) نقلا عنErnistw أن الدور عبارة عن تنظيم لسلوك كاستجابة لتوقعات الجماعة أو أنه نماذج للسلوك ويعرف الدور حرفيا أنه الجزء الذي يلعبه الفرد في دراما الحياة ، والأدوار وظيفيا عبارة عن علاقة أهداف الجماعة بنشاطها .
ويشير (مليكه ، 1964، ص 798) إلي أن الدور عبارة عن الأفعال وأوجه النشاط المطلوبة من شاغل مركز معـين وتقوم على أسـاس مكانه معينه للفاعـل أى المركز لفرد ما على أسـاس خاصـية مميزة كالسـن، أو الجـنس، أو المهـنة، ويتمـثل سـلوك الدور على أنه تمثل الفـرد داخـليا لأدواره الاجتماعية كما يدركها بحيث يستقى سلوكه الفردى مع توقعات الأعضاء الآخرين فى جماعته أو مجتمعه .
كما يذكر (معوض ، 1992، ص ص 41-43) نقلا عن "بارسونز" أن الدور هو السلوك المنظم الذى يؤديه الشخص فى المركز المناسب يشارك فى الموقف وتنظمه مجموعة من المعايير والقيم والاتجاهات التى يفرضها المجتمع ولا يؤدى الشـخص دوراً واحداً بل مجمـوعة من الأدوار، وأشـار إلى أن نجـاح الدور فى تحقيق المطالب الوظيفية للنسـق الاجتماعى يتطلب وجود حد أدنى من التـوافق فى القدرات وحاجات الأشخاص الذين يؤدون دوراً معيناً، كما يتطلب أن يتلاءم تركيب الدور مع المطالب البنائية لتحقيق ارتباط المرء مع مجموعة معينة من الأدوار أثناء النشاط.
ولقد تأثر (Parsons, 1952, P. 115) بالنزعة الوظيفية فأضاف مفهوما آخر للدور باعتباره أسلوب تتداخل فى تكوينه المطالب الوظيفية الضرورية، ويتوافق الدور مع إمكانيات الشخص.
كما أوضح (Levinson, 1961, P. 301-330) أن الدارسون يستخدمون كلمة الدور بثلاثة معانى على الأقل هى:
• قد يعرف الدور بأنه : المطالب المعينة بحكم تركيب الجماعة )كالمعايير والتوقعات والمسئوليات وما إلى ذلك والمرتبطة بوضع اجتماعى معين(.
• قد يعرف الدور الاجتماعى بأنه: توجيه أو تفهم عضو جماعة بالجزء الذى ينبغى عليه أن يلعبه فى التنظيم، وهذا التعريف هو الشائع استخدامه فى تحليل الأدوار المهنية.
• قد يعرف الدور بأنه: أفعال الأعضاء الأفراد منظوراً إليها فى ملاءمتها للتركيب الاجتماعى أى فى علاقاتها بالمعايير السائدة. وتذكر (وفاء أحمد ، 1992، ص 12) أن الدور يمثل الجانب الديناميكى من مكانة الفرد، فالفرد ينسب إليه مكانه اجتماعية معينة، وإذا مارس حقوقه وواجباته المرتبطة بمكانته فهو يؤدى دوره، ولذلك لا يوجد أدوار من غير مكانات، ولا مكانات اجتماعية من غير أدوار.
كما تشير كلمة الدور كما ورد فى قاموس (غيث ، 1995، ص 390) إلى ما يرتبط بوضع الفرد أو مكانته داخل جماعة محددة أو موقف اجتماعى معين فينطلق كمظهر للبناء الاجتماعى على وضع اجتماعى معين يتميز بمجموعة من الصفات الشخصية والأنشطة، تخضع لتقييم معيارى إلى حد ما قبل أولئك الذين يكونون فى الموقف ومن قبل الآخرين .ويشير (غنيم ، 2002، ص 46) إلى أن الدور هو سلوك متوقع من الفرد من وجهة نظر الفرد نفسه أو من وجهة نظر الآخرين له .كما توضح (سهام منسى ، 1996، ص 16) أن الدور هو تحديد للتوقعات والمعايير والجزاءات التى تحكم سلوك الفرد فى الوضع الذى يشغله فى البناء الاجتماعى. ويشير Rowntree, 1981 , P. 259) ) الي الدور أنه السلوك الاجتماعي المتوقع من أشخاص يشغلون مراكز معينة في المجتمع.
ويرى (أحمد ، 1974، ص 191) أن الدور الوظيفى يقصد به جملة الأفعال والواجبات التى يتوقعها المجتمع من منظماته وأفراده ممن يشغلون مكانة اجتماعيه فى مواقف معينة ويوضح (الديب ، 1996، ص ص 40-41) الدور المهنى فذكر أنه يشير بصفة عامة إلي وصف السلوك الذى يجب أن يلتزم به الفرد أثناء قيامه بعمله فى علاقاته مع الأفراد والجماعات والجهات التى يعمل معها وأن سلوك الفرد خلال آدائه لعمله لن يتكون من التصرفات التلقائية التى يستهدف منها إشباع حاجاته هو، وإنما هو سلوك واع مقصود ويسترشد بمجموعة مبادئ ومفاهيم مستمدة من عمله ومن مجموعة الخبرات المتراكمة لديه ويسعى لتحقيق أهداف معينة.
وعلى ذلك يمكن القول أن مفهوم الدور يشمل كل فرد يشغل مركزاً اجتماعياً معيناً فى السلم الاجتماعى، وهذا المركز يلزم الشخص الذى يشغله مجموعة من الحقوق والالتزامات التى تنظم تفاعله مع الأشخاص الآخرين الذين يشغلون مراكز اجتماعية أخرى، والمراكز الاجتماعية فى المجتمع الحديث تتحدد على أساس اقتصادى اجتماعى وكل مجموعة من المراكز الاجتماعية متقاربة فى المستوى بينها علاقة رأسية أو عمودية، وكل مركز اجتماعى مرتبط به مجموعة من المعايير أو التوقعات التى تحدد الأنماط السلوكية التى يتبعها شاغل مركز معين نحو أشخاص آخرين يشغلون مراكز اجتماعية أخرى،مثل الام التى تلعب دور الأم و دور الطالب في نفس الوقت (على 2000، ص 14).
التفسيرات السابقه لمفهموم الدور تستند الي نظريات الدور التى اقرها العلماء فى هذا المجال كما ان نظرية الدور مفاهيمها الأساسية من علم النفس وعلم الاجتماع، والتى توضوح أن كل فرد يشغل مركزاً اجتماعيا معيناً في السلم الاجتماعي، وهذا المركز يحتم على الشخص الذي يشغله مجموعة من الحقوق والالتزامات التي تنظم تفاعله مع الأشخاص الآخرين الذين يشغلون مراكز اجتماعية أخرى، والمراكز الاجتماعية في المجتمع الحديث تتحدد على أساس اقتصادي اجتماعي، وكل مجموعة من المراكز الاجتماعية متقاربة في المستوى بينها علاقة أفقية، أما المراكز المختلفة في المستوى فإن العلاقة بينها علاقة رأسية أو عمودية، وكل مركز اجتماعي مرتبط به مجموعة من المعايير أو التوقعات التي تحدد الأنماط السلوكية التي يتبعها شاغل مركز معين نحو أشخاص آخرين يشغلون مراكز اجتماعية أخرى، ويجد الأفراد اختلافا كبيراً في إيجاد تكامل بين الأدوار المختلفة. (حسانين، 1974، ص ص 54-61)
وعلى الجانب الآخر يرى (الحيدري 1988، ص ص 7-13) أن نظريات الدور الاجتماعي كلها تبدأ من فرضية أن الأدوار متغيرة وأنها مرتبط بالخصائص الاجتماعية وأن الناظرين للدور انقسموا إلي معسكرين هما البنائيون والتفاعليون، وعلى الرغم من أنهما يعملان على مستويين مختلفين من التحليل حيث يعمل البنائيون على مستوى أكبر وأعم Macro level إلا أنهما لا ينطويان على فرضيات نظرية متعارضة بل أنهما في الواقع يكملان بعضهما البعض، وجوهر الاختلاف يتمثل في أن النظرة البنائية ينصب اهتمامها الأكبر على إبراز تأثير النظم الاجتماعية والثقافية التي يعيش في ظلها الأفراد على ما يحدث أثناء تفاعلهم، بينما تركز النظرة التفاعلية في المقام الأول على ديناميكيات التفاعل في المواقف المختلفة، على أن كلا من البنائيين والتفاعليين لا يغفل تماما وجهة نظر الطرف الآخر، إذ أن الاتجاهين البنائي والتفاعلي يشتركان في افتراض أن سلوك الفاعل مقصور، وأن الغرض العام الذي يسعى إليه هو معظمه العائد من السلوك.
ويشير (الدسوقى ، 1969، ص ص 205-207) أن نظرية الدور تحاول تفهم السلوك الإنساني بالصورة المعقدة التي تكون عليها باعتبار أن السلوك الاجتماعي يشتمل على عناصر حضارية واجتماعية وشخصية ولهذا فإن العناصر الادراكية الرئيسية للنظرية هي : الدور ويمثل وحدة الثقافة والوضع ويمثل وحدة الاجتماع والذات وتمثل وحدة الشخصية.
ويرى 1969 - p, p, 155- 197) kelvin,) أن النظرية المعاصرة للدور والتي تذهب إلي أن الأفراد يتفاعلون في إطار من الأدوار سبق تعلمها خلال عمليات التنشئة الاجتماعية المختلفة وأنهم يختارون أدواراً معينة وفقا لمقتضيات الموقف وأن هذه الأدوار تعمل كمرشد لأفعالهم بمعنى أن السلوك لدى الفرد والتفاعل الفردي يستمد أساسه من الدور الذي يؤديه الفرد أي أن السلوك هو وظيفة الدور بمعنى آخر أن الدور هو الوحدة البنائية للشخصية وأن السلوك هو الوحدة الوظيفية، في حين أن النظرية السوسيولوجية ترى أن المكانات هي الوحدة البنائية في الجماعة أو المجتمع والدور هو الوحدة الوظيفية لهذا المجتمع.
ويحاول (مليكة ، 1989، ص ص 455-547) إيضاح نظرية الدور من خلال توضيح وحداتها المختلفة ،أن بناء المجتمع يتكون من مراكز positions وهذه المراكز هي مجموعات من الحقوق والواجبات يعبر عنها في لفظ واحد مثل المرشد الزراعي ومدير الإرشاد والقائد المحلي ....الخ، وتنظيم أفعال الأشخاص حول هذه المراكز لتكون الأدوار وأن الدور والمركز كوحدتين للنظرية دائما متلازمان والدور هو الأفعال التي يقوم بها الشخص لتؤكد احتلاله لمركز معين، وبمعنى آخر أن كل مجتمع ينتظم حول مراكز وأن كل الأشخاص الذين يحتلون هذه المراكز يقومون بأفعال معينة أو أدوار وترتبط هذه الأدوار بالمراكز، وليس بالأشخاص الذين يحتلون هذه المراكز.
ولذلك فأن مصطلح الدور يستخدم أحيانا ليشير إلي وضع أو مركز اجتماعي social position وأحيانا للإشارة إلي السلوك المتعلق بمركز اجتماعي معين، ولكن ينبغي هنا اضافة أنه في الغالب الأعم يستخدم هذا المصطلح للتعبير عما يتوقع أن يقوم به شخص معين (الفاعل) أو الأفعال التي تعتبر مناسبة لشغل مركز اجتماعي معين كما اشار (الحيدري 1988، ص 7).
وأوضح (إبراهيم ، 2002، ص ص 96-97) أن نظرية الدور تقوم على أساس أن كل فرد من أفراد المجتمع يشغل مركزا اجتماعيا معينا في السلم الاجتماعي، هذا المركز يحتم على الشخص الذي يشغله أداء أدوار معينة مع مجموعة من أفراد المجتمع الذين يشغلون مراكز اجتماعية أخرى وهذه المراكز الاجتماعية تجدد وفقا لأسس تتفاوت من مجتمع لأخر فالمراكز الاجتماعية في المجتمع الحديث تحدد غالباً على أساس اقتصادي كما أن المراكز الاجتماعية المتقاربة في المستوى بينها علاقة أفقية أما المراكز الاجتماعية المختلفة في المستوى تكون بينهما علاقة رأسية، يلاحظ أن هذه المراكز الاجتماعية على اختلافها يعتمد كل منها على الأخر وتبادل المنفعة بينهما، كما أن كل مركز اجتماعي ترتبط به مجموعة من المعايير أو التوقعات التي تحدد الأنماط السلوكية المتوقعة لشاغلي هذه المراكز تحدد الدور المتوقع من الفرد نحو الأفراد والآخرين الذين يشغلون مراكز اجتماعية أخرى وأنه يجب بذل الجهود لتقريب الفجوة بين الأدوار الفعلية وبين الأدوار المتوقعة منهم .
ويذكر (الخراشى ، 1991، ص 110) أن الدور هو تصور السلوك الذي يرتبط بشخص معين وبصفة من صفاته الشخصية لأنه يعبر عن حاجاته وهذا الدور هو شاغل المركز عندما يتفاعل مع أي شاغل لمركز أخر وهو الدور الفعلي .
وقد أشار (غيث ، 1997، ص ص 390-391) إلي أن الدور هو نموذج يتركز حول بعض الحقوق والواجبات، ويرتبط بوضع محدد للمكان داخل جماعة أو موقف اجتماعي معين
وقد تناول (دبوس ، 1982، ص ص 48-50) الدور بأنه يتضمن القيام بالحقوق والواجبات الخاصة بهذا المركز، وللدور الاجتماعي جوانب متعددة فهناك: محددات الدور Role Defention، وسلوك Behaviors ادراكات الدورRole perception توقعات الدور Role Expectation والجوانب الأربعة قد تتطابق وقد تتعارض والتطابق يتحقق حينما تتفق مدركات الشخص عند صدوره مع توقعات الآخرين وقد تتعارض في حالة الضغوط الخارجية عند القيام بممارسة الدور وبتنوع الدور كما يلي:
الدور المحدد: مجموعة الخطوات الإجرائية التنظيمية طبقا للقوانين واللوائح بمركز معين
الدور المتوقع: مجموعة من الإجراءات التي يتوقعها أفراد المجتمع من شخص يشغل مركز معين وقد تتفق هذه التوقعات في مضمونها مع ما يرمي إليه مدلول الدور لهذا المركز وقد لا تتفق.
الدور المدرك: مجموعة من الإجراءات التي يدركها الشخص حول ما سيفعله وكيف سيفعله وتتكون هذه المدركات لدى الشخص من مصدرين الأول: معارفه عن الدور والقائم به الثاني: معارفه عما لدي الناس من أفكار نحو هذا الدور.
الدور المؤدى: مجموعة الإجراءات الفعلية التي يقوم بها الشخص في مركز معين وليس من الضروري أن تتطابق هذه الإجراءات مع مضمون المفاهيم الثلاثة السابقة وان كانت تتأثر بها.
ويعرف (أحمد ، 1974، ص ص 191-192) الدور الاجتماعي بأنه جملة الأفعال والواجبات التي يتوقعها المجتمع من هيئاته وأفراده ممن يشغلون أوضاعاً اجتماعية في مواقف معينة، والأدوار الاجتماعية نوعان:
1) دور مثالي: Ideal Role وهو ما يتوقعه المجتمع من فرد يشغل مركزاً معينا في موقف معين .
2) دور واقعي: Actual Role وهو ما يقوم به الفرد فعلا وكلما كان دور الفرد الواقعي قريباً من دوره المثالي ساعد ذلك على تدعيم الكيان الاجتماعي ككل.
قياس الدور:
أوضح (رجب ، 1983، ص 165) أنه يمكن قياس الدور من خلال الفرد بقياس مدى استخدامه معارفه ومهاراته وخبراته في مساعدة المجتمع على اتخاذ قرارات سليمة فهو يستثير الفرد ويساعده على التعبير عن حل مشكلاته والإدلاء برأيه المهني ولا يفرض رأيه ولا يضغط على أفراد المجتمع، ولكن الأهم هو حث الأفراد وأخذ رأيهم ومساعدتهم لكي يصبحوا أكثر إحساسا بمشكلاتهم وأكثر قدرة على تحمل المسئولية وكيفية مواجهتها والعمل على وضع الحل المناسب لها. وبناء على ما سبق عرضه من تعاريف للدور يتضح أن الدور مجموعة من المفاهيم المترابطة التي يمكن أن تستخدم في قياسه، إلي جانب إمكانية استخدامها في قياس سلوك الأفراد من خلال منهج تحليل الدور ويتمثل فيما يلي:
الوضع الاجتماعي position أي موقع الفرد في البناء الاجتماعي .
الدور Role: ويعبر عن الجانب الدينامي أو السلوكي للوضع الاجتماعي.
الدور المقابل Counter Role : وهو الدور الذي يكمل دور الفرد في التفاعل الدينامي، مثل دور التلميذ والمدرس، دور الوالد والطفل .
الحقوق والواجبات Rights and obligation : فكل دور يحمل في طياته بعض الأفعال التي تنطوي بدورها في حقوق الفرد على الآخرين، وواجبا ته تجاههم وهذه الحقوق والواجبات ما هي إلا التوقعات المتبادلة للدور الذي يؤديه الفرد والدور المقابل له عند الآخرين والتي نحتفظ بها في أذهاننا أثناء عملية التفاعل .
إدراك الدور: Perception وهو مفهوم يعبر عن تصور الفرد لدوره وتصوره عن حقوقه وواجبا ته.
سلوك الدور : Role Behavior وهو الأداء الفعلي للدور ( فقد يحدث أن يختلف الفرد في أداء توقعات دوره عن أدوار الآخرين وقد ينجح نجاحاً باهرا في أدائها(
صراع الدور : Role Conflict وهو موقف يجد فيه الفرد أن أداءه لدور معين على أكمل وجه يؤدي إلي تعطيل التوقعات الخاصة بدور أخر، الأمر الذي يؤدي بإحساسه لبعض الذنب مثل دور المرأة التي تحاول أن تلعب دور الأم ودور الطالب في نفس الوقت (على ، 2000 ، ص 14).
استخــلاص
تبين من المفاهيم السابقة للدور أنها تتفق في أغلبها على أن الدور هو السلوك المتوقع القيام به لتحقيق الأهداف سواء كانت هذه الأهداف تتعلق بالخصائص الاجتماعية أو جزء من المعرفة التي تحدث نتيجة التفاعل داخل المجتمع أو القيم والمعايير التي يمليها المجتمع على كل شخص يشغل مركز معين، وبالتالي فإن الدور هو جملة الأفعال التي يتوقعها المجتمع ممن يشغلون مكانة اجتماعية في مواقف معينة ويشتمل الدور على جوانب منها ما هو متوقع وما هو مدرك وما هو منفذ.
ومن خلال مفاهيم الإرشاد الزراعي التي تؤكد جمعيها على أنه نشاط تعليمي غير رسمي يوجه للمزارع وأسرته ومجتمعه ويكون هدفه الأساسي هو أحداث تغيرات سلوكية مرغوبة في معارف ومهارات واتجاهات جمهور الزراع.
ومن خلال مفهومي الدور والإرشاد الزراعي يمكن اشتقاق مفهوم للدور الإرشادي بأنه ذلك النشاط التعليمي الذي يتوقع من المنظمة الإرشادية أن تقوم به والذي ينعكس أثره على تفاعلات المسترشدين، وبالتالي فهو عملية تعليمية يمكن من خلالها الوقوف على مدى جدوى الجهود الإرشادية التي تقدم لمنتجى عسل النحل ومدى تحقيق هذه الجهود والأنشطة لأهداف الإرشاد الزراعي في تغيير معارف ومهارات المنتجين إلى المستوى المطلوب وذلك اعتماداً على كافة الوسائل والأساليب المتاحة لتحقيق هذه الأهداف.حتى تصبح هذه التغيرات السلوكية المرغوبة جزءاً من أنماطهم السلوكية في اتجاه زيادة الإنتاج من هذا المنتج الهام وتحسين جودته ويوضح العرض السالف للإطار النظري أن هناك مفاهيم متعددة للدور تحتوى على معلومات علمية وغالبيتها تعبر عن نسق مترابط من الأفكار والمعتقدات العلمية التي يبرزها مجال دراسة واهتمام القائمين بوضع هذه المفاهيم، وقد أظهر الاستعراض النظري السابق وجود تباين في طرق قياس الدور وأن أساسها هو صعوبة وجود مقياس موحد للدور نتيجة اختلاف مفاهيمها باختلاف مجالات الدراسة.
ولما كان الدور الأساسي للإرشاد الزراعي هو إحداث التغيرات السلوكية المرغوبة لدى جمهور المسترشدين فإنه يجدر بنا أن نستعرض هذه التغيرات السلوكية وأنواعها كما يلي.