الفصل الثاني
المراكزالإرشادية
يتناول هذا الفصل نشأة المراكز الإرشادية، وأهدافها، وكذلك الإمكانيات المتاحة بها، واحتياجات ومشاكل العمل بها وذلك علي النحو التالي.
نشأة المراكز الإرشادية الزراعية
انشئت المراكز الإرشادية لتصبح وحدة إدارية فنية قاعدية للتنظيم الإرشادي الزراعي علي مستوي قرية رئيسية وتوابعها (وحدة محلية)، تتولي تخطيط وتنفيذ وتقييم برامج العمل الإرشادي في كافة مجالاته، بما يتفق واستراتيجية وزارة الزراعة وبالتنسيق مع بقية الكوادر البحثية والأسر الريفية، وبالتعاون مع المنظمات الأهلية والحكومية ذات العلاقة بالتنمية الزراعية والريفية والبيئية تحت إشراف مسئول إرشادي زراعي "وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي" ( 1997، ص 5)
وافتتح أول مركز إرشادي بقرية أبو مشهور مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية سنة1996، وتضم هذه المراكز مجموعة متخصصة من المرشدين الزراعيين في المجالات الزراعية المختلفة، وهذه المراكز مزودة بكافة الأجهزة السمعية والبصرية والمجلات والنشرات الإرشادية لتعين المرشدين علي أداء عملهم بكفاءة حيث أصبحت المراكز الإرشادية هي المكان المفضل لعقد الاجتماعت الإرشادية، وقد أنشيء حتى الآن 194 مركز إرشادي منتشرة بالجمهورية وجاري استكمال خطة الإنشاء بحيث تغطي المراكز الإرشادية جميع قري الريف المصري. "الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي"(2005: بيانات رسمية غير منشورة)
أهداف المراكز الإرشادية
تم وضع مجموعة من الأهداف الخاصة بالمراكزالإرشادية تتمثل في:
- إيجاد مقر دائم للمرشد الزراعي داخل القرية يكون نقطة انطلاق للعمل الإرشادي ومركز اتصال بين الجهاز الإرشادي وجمهور المسترشدين من الزراع.
- الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال الاتصالات بوضع المراكز الإرشادية علي شبكة ربط البحوث بالإرشاد الزراعي عملا علي سهولة وسرعة نقل التوصيات إلي القرى ورفع مشاكل الزراع إلي الجهات البحثية للعمل علي حلها. كما تم وضع أهداف المراكز الإرشادية بشكل أكثر دقة لتصبح كالآتي:
1- مركز إشعاع حضاري في القرية يساعد في تدعيم الريفيين بمجالات التنمية الريفية المختلفة.
2- تدعيم الربط بين الأجهزة البحثية والإرشاد والزراع.
3- بناء البرامج الإرشادية من القاعدة إلي القمة لضمان المشاركة الفعالة للزراع في تلك البرامج لتحقيق أهدافهم وحل مشاكلهم.
4- ربط مراكز الإرشاد الزراعي بكل من الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي والوحدات المحلية عن طريق شبكة معلومات متكاملة لخدمة القرية.
5- سهولة وصول المشكلات إلي الجهات المختصة في حينها لإيجاد الحلول المناسبة لها في الوقت المناسب.
6- التعاون مع الهيئات والمؤسسات المحلية لعمل برامج تعليمية متكاملة مع البرامج الإرشادية.
7- عقد الندوات والاجتماعات الإرشادية وحلقات الاستماع والمشاهدة لإقناع الأسرة الريفية بالتكنولوجية الزراعية الحديثة.
8- تدريب المرشدين الزراعيين والقادة الريفيين والزراع علي التكنولوجيا الحديثة.
9- تدريب الشباب الريفي والمرأة الريفية علي الأنشطة البيئية والصناعات الريفية.
10- عقد دورات تدريبية دورية لمسئولي المراكز الإرشادية يشارك فيها الباحثين في الجامعات والمراكز البحثية "الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي"(2005: بيانات رسمية غير منشورة).
مهام وأنشطة المراكز الإرشادية
توجد عدة مهام للمراكز الإرشادية تتلخص في: التعرف علي موارد المجتمع المحلي وتحديد أولوياته، وتخطيط البرامج للأنشطة الزراعية والتنموية، والتنسيق بين المنظمات الريفية داخل المجتمع المحلي، وحل المشكلات ونقل المعوقات للجهات المعنية واكتشاف القادة، وتدريب الزراع والريفيين مع حثهم علي المشاركة في تنفيذ برامج التنمية، وحصر الاحتياجات الإرشادية لفئات المسترشدين (الزراع ـ المرأة الريفية ـ الشباب الريفي)، والمحافظة علي المركز الإرشادي من حيث المقتنيات واستمرارية صيانته وتحسينه"الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي"(2005: بيانات رسمية غير منشورة).
ويقترح "أبوحطب" (1998: ص ص262ـ263) عدة مهام لتحسين أداء المراكز الإرشادية تتلخص في: تحديد المشكلات البيئية الملحة للمجتمع الزراعي، وجمع الأسباب الحقيقة للمشكلات البيئية وتحليلها، وتنفيذ البرامج باستخدام الطرق والمعينات الإرشادية المناسبة للمنطقة والإمكانيات المتاحة، وإثارة الوعي بالموارد البيئية وكيفية استخدامها الاستخدام الأمثل وصيانتها والحفاظ عليها، ومتابعة وتقييم برامج العمل البيئي، وتوعية الزراع بالثقافة البيئية في مناطقهم الريفية، وتوعية الزراع بتقنيات الزراعات الحيوية (التطبيقات البيولوجية والمكافحة الحيوية).
ويمكن للمركز الإرشادي القيام بأدوار أخريمثل الارشاد البيئي والارشاد التسويقي في ظل توفر مناخ التحرر الاقتصادي وحرية المزارع في اختيار مزروعاته وأنشطته وهي: الاهتمام برفع الكفاءة التسويقية للخضر والفاكهة من حيث المعلومات التسويقية والتعبئة من خلال إقامة علاقات مع المنظمات واتحادات الزراع والشركات الزراعية الخاصة في مجالات الإنتاج والتسويق الزراعي، وكذلك الاهتمام بمشكلة تدهور وتلوث البيئة، وتدوير المخلفات والنواتج الثانوية، وأيضا الاهتمام بتحسين وصيانة التربة الزراعية والمكافحة الحيوية للآفات، والتسميد الحيوي، والصناعات والمشروعات الصغيرة للشباب الريفي، وتوفير الخبرات الكافية للشباب الريفي الذين لديهم استعداد لإقامة مشروعات إنتاجية زراعية لزيادة دخل الأسرة الريفية. شاكر وآخرون(2003: ص127– 128).
ويقوم القائمين على المراكز الإرشادية الزراعية بعدة أنشطة لتحقيق أهدافها وتتمثل في: الزيارات الحقلية والمكتبية والمنزلية، وعقد الاجتماعات الإرشادية، أيام الحقل، وأيام الحصاد، وعمل كومات سمادية وعلفية، ووضع خطة عمل المركز الشهرية، وضع تقرير بالإنجازات الشهرية "الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي"(2005: بيانات رسمية غير منشورة).
ولزيادة كفاءه الأنشطة التي تقوم بها المراكز الإرشادية يشير "زهران وآخرون" (2003: ص176). إلي أنه يجب الأخذ في الاعتبار بعض الجوانب التالية: القدرة علي خلق صورة إيجابية عن المركز الإرشادي في القرية، واختيار الأنشطة التي تعكس احتياج المسترشدين بالمنطقة، ووضع خطة عمل إرشادية للموسم ككل وملامح خطة العام القادم، والتنوع في استخدام الأنشطة الإرشادية، واستخدام أساليب وطرق ملائمة للتعرف علي احتياجات المسترشدين، وتوفير أخصائي موارد ومحاضرين متميزين بطريقة دورية، ومشاركة أهالي القرية في أهداف وأنشطة المركز الإرشادي، واستخدام وسائل كافية ومناسبة للإعلان عن أنشطة المركز، وتوفير نشرات ومطبوعات عن الموضوعات الزراعية.
بيئة عمل المراكز الإرشادية
يرى "زهران وآخرون" (2003: ص175) أن إطار العمل والمناخ الإداري للمراكز الإرشادية هو: الحفاظ علي الأجهزة والمعدات سليمة واستخدامها، والاستجابة للتعليمات وتوجيهات التقييم والمتابعة، والعلاقات الطيبة والعمل بروح الفريق الواحد للعاملين بالمركز، وتنظيم المقر والالتزام بالنموذج الموضوع ، وتواجد وانتظام المدير والعاملين بالمركز، واكتمال وسلامة وصيانة مبني المركز وملحقاته، وجود تقارير وسجلات منتظمة وافية عن النشاط ، وجود قاعدة بيانات عن القرية والنشاط الزراعي واستخدامها، وضوح مسار العلاقات الإدارية بين المركز والمستويات الأعلى، واكتمال فريق العمل والعمالة العادية.
الإمكانيات المتاحة للمراكز الإرشادية
ساعد الاهتمام المتزايد من قبل وزارة الزراعة بتفعيل العمل الإرشادي من خلال إنشاء المراكز الإرشادية علي توفير قدر كبير من الإمكانيات مما أدي إلي تهيئة المناخ الملائم للعملية الإرشادية ووسيلة لجذب الجمهور الإرشادي، وتتمثل هذه الإمكانيات في الآتي:
1- حجرة لمدير المركز الإرشادي، وحجرة للأخصائيين الإرشاديين، وصالة اجتماعات.
2- مكتبة وكراسي ومكاتب خشب، وترابيزة محاضرات، وسبورة خشب، وسبورة عرض.
3- أجهزة تليفزيون، وفيديو، وكاسيت، وجهاز أوفرهيدبروجتكور، وجهازسلايز بروجكتور، وإذاعة داخلية، وأجهزة كمبيوتر، وخطوط تليفون.
4- عدد 2– 3 موتوسيكل لكل مركز إرشادي للمرشدين المتخصصين، وأشرطة الفيديو الخاصة بالأنشطة الزراعية المختلفة، والنشرات الزراعية المتخصصة في جميع المجالات المختلفة (محاصيل ـ بساتين ـ إنتاج حيواني) "الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي"(2005: بيانات رسمية غير منشورة).
عوامل فعالية المراكز الإرشادية
يوجد العديد من العوامل المؤثرة علي فعالية أي منظمة إرشادية زراعية حيث يري "فريد" (2003:ص ص204ـ207) أن عناصر فعالية المراكز الإرشادية تتمثل في الآتي: التحديد الواضح لأهداف المركز ومهام وأدوار فريق العمل، وملائمة الهيكل الوظيفي للمركز لطبيعة الأهداف ونطاق خدمة المركز، والتحديد الواضح لمجالات الخدمة وفئات المستهدفين، وجود قاعدة بيانات عن القرية وسجلات وتقارير منتظمة عن النشاط، وتوفير المقر المتسع والمجهز وصيانته، وصيانة الأجهزة، والتسهيلات الإدارية، وحسن اختيار مسئولي المراكز، والتمويل للتشغيل، والتدريب لفريق العمل من الأخصائيين الزراعيين ، ووضوح التبعية الإدارية.
في حين أشار "شاكر وآخرون" (2003: ص ص125ـ126) إلي أن جوانب قوة المراكز الإرشادية تكمن في اعتراف الدولة ووزارة الزراعة بدور الإرشاد الزراعي ومكانته في صناعة التنمية الزراعية في مصر، والربط بين مراكز الإرشاد الزراعي وبين الزراع علي مستوي العمل الميداني، بالاضافة إلى وجود مرشدين متخصصين بالمركز الإرشادي، والتدريب لمسئولي المراكز الإرشادية، وتوفير الأجهزة السمعية والبصرية والمواد التعليمية والإعلامية المطبوعة بالمراكز الإرشادية.
إحتياجات المراكز الإرشادية
ما من منظمة أو مؤسسة إلا ولها العديد من الاحتياجات سواء من الناحية الإدارية أوالفنية والمالية، والمراكز الإرشادية لكي تقوم بدورها في العمل التنموي الريفي لابد من توافر العديد من الاحتياجات لتحقيق أهدافها ومن هذه الاحتياجات كما يراها "شاكر وآخرون" (2003: ص ص126–127). إعادة توزيع المرشدين المتخصصين بالمراكز حسب التركيب المحصولي بالقرى التي في نطاقها المراكز الإرشادية، واستخدام مرشديين متخصصيين في الاقتصاد المنزلي والبرامج الإرشادية والطرق والمعينات الإرشادية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أيضا التوصيف الوظيفي لواجبات ومهام المرشد المتخصص وكذلك تحديد التبعية الإدارية والفنية للمرشدين، وتحديد واجبات ومهام مسئولي المركز الإرشادية، وعدم نقل مسئولي المراكز الإرشادية من أماكن عملهم دون الرجوع إلي الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، وتنظيم العلاقة الرسمية بين المركز الإرشادي وبين الجهات البحثية الزراعية في المنطقة وبين المركز وبين المنظمات المحلية التنموية القائمة الحكومية وغير الحكومية، وربط عمل المراكز الإرشادية بالبرامج البحثية علي مستوي المراكز الإرشادية، وتدريب القادة المحليين من الزراع، وأن تكون برامج وأنشطة المركز الإرشادية وفقاً لتخطيط وتنفيذ عملي من خلال قاعدة بيانات متاحة.
ويضيف "زهران وآخرون" (2003: ص ص169–170) عدداً من الاحتياجات للمراكز الإرشادية الزراعية وهى توفير المطبوعات والنشرات والمجلات الزراعية، وتوفير الأجهزة ووسائل الاتصال، أيضا توفير شرائط فيديو متخصصة في الإنتاج الزراعي، والتعاون مع الجهات البحثية، وإقامة دورات تدريبية لصيانة وتشغيل الأجهزة، وتوفير حقول إرشادية خاصة بالمراكز، أيضا توفير التمويل اللازم لصيانة المباني والأجهزة وبدلات للمحاضرين وحوافز مناسبة لفريق العمل، وجود موظف إداري لكل مركز، إعداد لائحة منظمة للعمل.
ويتوقف نجاح أي منظمة علي وفرة العاملين بها ومدي ملائمة تخصصاتهم للعمل ومدي وفرة الإمكانيات اللازمة لهم ومدي كفاءتهم في أداء عملهم، ويذكر "عمر"(1992: ص ص243–244) أن الإرشاد الزراعي يعتمد أساساً في إنجاز أنشطته علي فئتين، الأولي المديرون وأخصائيو المواد الإرشادية والمرشدون، الثانية القادة الإرشاديون، وتختلف مواصفات المرشد الزراعي تبعاً لاختلاف المستوي الوظيفي الذي يشغله. فيرى "الشاذلي" (1998: ص33) أن مسئول المركز الإرشادي الزراعي هو أحد الكوادر الإرشادية الزراعية من ذوي المؤهلات العليا ولديه خبرة في العمل الزراعي لا تقل عن عشرة سنوات وتعرض لبرامج تدريبيه تمكنه من إدارة العمل الإرشادي في منطقة عمل المركز.
بينما يري "الشافعي" (1998:ص44) أن المسئول عن المركز الإرشادي يعتبر وكيلاً للتغيير في منطقة عمله حيث أنه: شخص مؤهل علمياً وعلي درجة كافية من التدريب، ويمارس التأثير الإيجابي علي القرارات التي يتخذها المزارعون بشأن كافة مراحل الإنتاج الزراعي والتسويق، والذي يسعى إلي تحقيق التكامل بين المعلومات والممارسات التي نتجت من البحوث العلمية التطبيقية.
وقد أشار كل من "شاكروآخرون" (2003: ص ص 121- 122)، و"الشاذلي" (1998: ص34). إلى أن هناك عدة مهام وواجبات لمسئول المراكز الإرشادية وهى: حصر الاحتياجات الإرشادية لفئات المسترشدين، وتخطيط البرامج وأنشطة العمل، والتنسيق مع أخصائي المواد الإرشاديين لتوفير الدعم الفني، وحصر متطلبات العمل الإرشادي والتنسيق مع المستويات الأعلى، وحصر احتياجات المرشدين التدريبية وتحسين أدائهم والمتابعة الميدانية، والمحافظة علي المركز الإرشادي ومقتنياته واستمرارية صيانته وتحسينه ووضع جدول زمني للزيارات الميدانية واللقاءات المكتبية للمرشدين والمسترشدين، والتنسيق مع المصادر الحكومية والأهلية بغرض توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي، تنفيذ أي مهام إرشادية أخري تقرها المستويات الأعلى للتنظيم الإرشادي الزراعي.
أما المرشدين الزراعيين (الأخصائيين) بالمراكز الإرشادية لديهم مهام تتركز في حصر وتصنيف المساحات والتركيب المحصولي، ومعاونة المرشدين بالجمعيات التعاونية التابعة للمركز الإرشادي بالمساحات المشرفين عليها، وضع خطة عمل شهرية للمرور علي القرى التابعة له، واختيارالقادة الريفيين للاستعانة بهم في توصيل التوصيات الفنية والمهارات المطلوب تنفيذها في الزراعة، وتحديد المشاكل المطلوبة وعقد ندوة لها. "حرب" (2003: ص134).
مشكلات العمل بالمراكز الإرشادية:
تواجه المراكز الإرشاد بعض المصاعب والمعوقات نظراً لحداثة إنشاء هذه المراكز وعدم اكتمالها وقلة الإمكانيات المادية والبشرية، حيث يشير كل من "شاكر وآخرون" (2003: ص128)، و"زهران وآخرون"(2003: ص171)، إلي أهم المعوقات والمشكلات التي تواجه هذه المراكز الإرشادية:
عدم توفير التدابير والإعتمادات المالية لاستكمال نشر المراكز الإرشادية في ربوع مصر، قلة مصروفات تشغيل وصيانة المباني والمرافق والحراسة وصيانة الأجهزة والوقود، وجود قصور في المواد التعليمية، عدم توافر دورات تدريبية، قصور في صيانة الأجهزة، نقص الكوادر الفنية المتخصصة للأنشطة المختلفة، ضعف علاقة المركز بكليات الزراعة، قلة أعداد الأخصائيات الريفيات، عدم وضوح تبعية المراكز الإرشادية، عدم توفر لائحة منظمة للعمل، عدم وجود مسئول إداري بالمركز، انخفاض الحوافز المادية، اتساع نطاق الإشراف، تعدد الجهات الإشرافية.
تعقيب
ويتضح مما سبق أن وزارة الزراعة والإدارة المركزية للإرشاد الزراعي أرادت إحداث تطوير للأساليب المستخدمة في نقل نتائج البحوث من أجل تحسين الخدمة لدي الزراع، وكان أحد هذه الأساليب هو إنشاء المراكز الإرشادية، وجاء التفكير في ذلك الاهتمام بوجود أخصائي للمحاصيل المختلفة علي مستوي القرية، بالإضافة إلي الاهتمام بوجود مقر ملائم للمرشد الزراعي وللعملية الإرشادية ليكون المركز الإرشادي وحدة إدارية فنية للتنظيم الإرشادي علي مستوي القرية الأم وما يتبعها من قري، وبذلك تكون المراكز الإرشادية نقطة انطلاق جديدة في عملية تطوير العمل الإرشادي الزراعي.
ويهدف المركز الإرشادي إلي المشاركة الفعالة للزراع في البرامج الإرشادية المختلفة لتحقيق أهدافهم وحل مشكلاتهم ومساعدة جميع فئات المجتمع الريفي للاندماج في عملية التنمية وتوعيتهم بالمجالات الريفية من خلال تخطيط وتنفيذ وتقييم البرامج الإرشادية في كافة المجالات بما يتفق مع سياسة وزارة الزراعة.
ويقوم المركز الإرشادي بالعديد من المهام التي يجب القيام بها منها: التعرف علي مشكلات المجتمع الريفي ونقلها للجهات البحثية، وتدريب الزراع والقادة المحليين علي الأنشطة الريفية المختلفة، والتخطيط للبرامج والأنشطة الزراعية المختلفة، وتحديد المشكلات البيئية الملحة، والتعاون مع الهيئات والمؤسسات المعنية بالعمل الزراعي، وتوفير المعلومات التسويقية للمحاصيل المختلفة، كما أن المركز الإرشادي يقوم بالعديد بالأنشطة منها: الاجتماعات الإرشادية، والزيارات المكتبية والمنزلية والحقلية.
ووفقا لذلك يستطيع المركز الإرشادي تفعيل الخدمة الإرشادية وإحداث تغيير كبير في أسلوب تقديم هذه الخدمة بما لديه من إمكانيات مادية وبشرية، وذلك من خلال المشاركة الفعلية للريفيين، مما يعمل علي إحداث تنمية حقيقية قائمة علي إدراك المشكلات الحقيقية للمجتمع، مما يؤدي إلي إحداث تغييرات اقتصادية واجتماعية من خلال إحداث تغيرات سلوكية مرغوبة لدي الأفراد من معارف ومهارات واتجاهات، وكذلك التغلب علي مشكلة ضعف العلاقة بين البحث والإرشاد، ولاستمرار فعالية هذه المراكز يجب الاستمرار في توفير احتياجاتها ومتطلباتها من حيث النواحي المادية والإدارية والفنية حتى يمكن تشيط العمل الإرشادي ودفعة علي المستوي القاعدي .