الباب الخامس
ملخص البحث والفوائد التطبيقية
الباب الخامس
ملخص البحث والفوائد التطبيقية
يلعب الإرشاد الزراعى دوراً هاماً فى تعليم الزراع من خلال نقل المستحدثات الزراعية من الأماكن البحثية إلى الزراع ، ويعمل على نقل المشكلات الزراعية إلى المراكز البحثية لحلها ثم يوصل الحلول لجمهور الزراع، وتسعى الأجهزة الإرشادية لإحداث العديد من التغيرات السلوكية المرغوبة فى معارف ومهارات واتجاهات جمهوره الإرشادى وما يترتب عليه من تغيرات اقتصادية واجتماعية مرغوبة، وتكمن أهمية دور الإرشاد الزراعى فى تعظيم الإنتاج الزراعى من خلال نظام يعمل على إقناع الزراع بتنفيذ التوصيات الإنتاجية والتسويقية الحديثة التى تعمل على زيادة الإنتاج وربطه بنظام تسويقى متطوريقلل من الفاقد فى الإنتاج.
ولقد أشارت نتائج معظم الدراسات السابقة إلى أن مجال إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح يعتبر من أهم المجالات الإرشادية التي يحتاجها زراع نخيل البلح بواحة سيوه حيث تعانى معظم حقولهم من ضعف الإنتاج وشيوع أساليب التسويق البدائية بينهم.
والإرشاد الزراعي يعتبر من أهم الأجهزة التي يعزى إليها إحداث التغير المرغوب وبالتالي يمكن أن يكون له دور مؤثر في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح من خلال إحداث تغيرات سلوكية مرغوبة في معارف ومهارات واتجاهات الزراع والعمل على نشر الأفكار والتوصيات الفنية الخاصة بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح ، وإقناعهم بتنفيذها في حقولهم.
بناء على العرض السابق فقد تركزت أهداف البحث بصفة رئيسية فى تحديد دور الإرشاد الزراعى فى تعريف الزراع بالتوصيات الفنية المتعلقة بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح وإقناعهم بتطبيقها فى حقولهم بواحة سيوه من خلال الأهداف الفرعية الآتية :
1- تحديد دور الإرشاد الزراعى فى إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح من خلال:
أ- التعرف على درجة معرفة الزراع بالتوصيات الفنية لإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح ومصادر معرفتهم بها.
ب- التعرف على درجة تنفيذ الزراع للتوصيات الفنية لإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح ومصادر إقناعهم بتنفيذها.
2- تحديد العلاقة بين درجة دور الإرشاد الزراعى في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح وبعض المتغيرات المستقلة وتحديد نسب مساهمة المتغيرات ذات العلاقة المعنوية بدور الإرشاد الزراعى في تفسير التباين الكلى.
3- التعرف على المشكلات التى تواجه زراع نخيل البلح في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح، ومقترحاتهم لحلها .
4- اقتراح خطة عمل مستقبلية للإرشاد الزراعى في تعريف الزراع بالتوصيات الفنية لإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح .
وقد أجريت هذه الدراسة بواحة سيوه، وتنطوى شاملة البحث على جميع الزراع المسجلين بكشوف الجمعية التعاونية الزراعية بواحة سيوه والبالغ عددهم 2350 وقد تم سحب عينة عشوائية منتظمة بنسبة 10% منهم بلغت235مزارعاً وقد تم جمع البيانات اللازمة لهذه الدراسة من منتصف شهرنوفمبرحتى نهاية شهرديسمبر2006 عن طريق المقابلة الشخصية بواسطة استمارة استبيان أعدت خصيصاً لتحقيق أهداف الدراسة، وقد سبق اختبارها مبدئياً، وبعد إجراء التعديلات الضرورية استخدمت استمارة الاستبيان في شكلها النهائي لجمع البيانات من زراع محصول نخيل البلح ، واستخدم لتحليل البيانات إحصائياً: العرض الجدولي بالتكرارات والنسب المئوية بالإضافة إلى المتوسط الحسابي والانحراف المعياري، ومعامل الارتباط البسيط لبيرسون، ونموذج التحليل الارتباطي والانحداري المتعدد الصاعد.
وفيما يلي موجز للنتائج التى أمكن التوصل إليها :
1- تشير النتائج أن 35.7 % من المبحوثين ذوي المعرفة المنخفضة، وأن 12.8 % منهم ذوي المعرفة المتوسطه، و51.5% منهم ذوي المعرفة المرتفعة، وأتضح أن 50% من التوصيات المدروسة التى يعرفها المبحوثين كانت ذات المعرفة المنخفضة والمتوسطة، وأن المتوسط العام لدرجات معرفة المبحوثين للتوصيات الخاصة بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح هو 1.43 درجة بنسبة71.50 % .
2- أظهرت النتائج أن 43.50% من المبحوثين كانت مصادر معرفتهم بالتوصيات الفنية هى المصادرالإرشادية الحكومية التابعة لوزارة الزراعة، وأنها ساهمت بنشر 25% من التوصيات منفردة، بينما56.50% من المبحوثين كانت مصادر معرفتهم هى المصادر الإرشادية غير الحكومية، ، وأنها ساهمت مع المصادر الإرشادية الحكومية بنشر 75% من بنود التوصيات الفنية المدروسة كمصادر إرشادية خليطه.
3- تبين أن 37.87 % من المبحوثين ذوي مصادر معرفة منخفضة، و 21.70% منهم ذوي مصادر معرفة متوسطة، وأن 40.43 % منهم ذوي مصادر معرفة مرتفعة.
4- تبين أن 25.11 % من المبحوثين ذوي التنفيذ المنخفض، وأن 53.19% منهم ذوي التنفيذ المتوسط، و أن 21.7 % منهم ذوي التنفيذ المرتفع، وأتضح أن 50% من التوصيات الفنية المدروسة كانت ذات التنفيذ المنخفض والمتوسط، وأن المتوسط العام لدرجات تنفيذ المبحوثين للتوصيات الخاصة بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح هو 1.13 درجة بنسبة 56.53 %.
5- أشارت النتائج إلى أن 36.9% من المبحوثين كان مصادر إقناعهم بتنفيذ التوصيات الخاصة بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح مصادر إرشادية تابعة لوزارة الزراعة،وأنها قامت منفردة بإقناع المبحوثين بتنفيذ 22.2% من بنود التوصيات،وأن 63.1% من المبحوثين كان مصادر إقناعهم بتنفيذ تلك التوصيات هى المصادر الإرشادية غير الحكومية، وأنها قامت مع المصادر الإرشادية الحكومية بإقناع 77.8% من بنود التوصيات المنفذة.
6- وتبين أن 41.3 % من المبحوثين كانوا ذوى مصادر إقناع منخفض بتنفيذ هذه التوصيات، وأن 52.3 % منهم ذوى مصادر إقناع متوسط بتنفيذ هذه التوصياتً، بينما 6.4 % من المبحوثين ذوى مصادر إقناع مرتفع بتنفيذ هذه التوصيات.
7- أوضحت النتائج إلى أن 48.94% من المبحوثين كانوا يقعون فى فئة الدور الإرشادى المنخفض، بينما 42.13% منهم يقعون فى فئة الدور الإرشادى المتوسط ، وأن 8.93% من المبحوثين يقعون في فئة ذوي الدور الإرشادى المرتفع، وأشارت النتائج إلى أن 91.07% من المبحوثين ذوي درجات دور إرشادي منخفض ومتوسط، وهذا يوضح ضعف دور الإرشاد الزراعى في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح.
8- تبين وجود علاقة معنوية عند مستوى معنوية 0.01 بين درجة دور الإرشاد الزراعي في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح وبين كل من المتغيرات المستقلة التالية: وهى السن، ودرجة تعليم المبحوث، ومساحة الحيازة الزراعية، ومساحة الحيازة من نخيل البلح، ودرجة العضوية فى المنظمات الاجتماعية،ودرجة القيادة القبلية، ودرجة الانتماء للمجتمع القبلى، ودرجة التمسك بالعادات والتقاليد السيوية، ودرجة القيم الاقتصادية. فى حين كانت ذات علاقة غير معنوية بين درجة دور الإرشاد الزراعي في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح وبين كل من المتغيرات المستقلة التالية وهى: عمر النخيل المنزرع، وعدد سنوات الخبرة فى العمل المزرعى، وعدد سنوات الخبرة فى إنتاج نخيل البلح، ودرجة الاتجاه نحو المستحدثات فى إنتاج وتسويق نخيل البلح، ودرجة التعرض لمصادر المعلومات .
9- تبين وجود علاقة معنوية عند مستوى معنوية 0.01 بين درجة دور الإرشاد الزراعي في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح وبين كل من المتغيرات المستقلة التالية: وهى السن، ودرجة تعليم المبحوث، ومساحة الحيازة الزراعية، ومساحة الحيازة من نخيل البلح، ودرجة العضوية فى المنظمات الاجتماعية،ودرجة القيادة القبلية، ودرجة الانتماء للمجتمع القبلى، ودرجة التمسك بالعادات والتقاليد السيوية، ودرجة القيم الاقتصادية. فى حين كانت ذات علاقة غير معنوية بين درجة دور الإرشاد الزراعي في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح وبين كل من المتغيرات المستقلة التالية وهى: عمر النخيل المنزرع، وعدد سنوات الخبرة فى العمل المزرعى، وعدد سنوات الخبرة فى إنتاج نخيل البلح، ودرجة الاتجاه نحو المستحدثات فى إنتاج وتسويق نخيل البلح، ودرجة التعرض لمصادر المعلومات .
10- أتضح من العلاقة الانحدارية بين المتغيرات المستقلة ذات الارتباط المعنوي بالدرجة الكلية لدورالإرشاد الزراعي في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح أنه يمكن الإبقاء على سبع متغيرات من بين المتغيرات التسع ذات العلاقة المعنوية بدور الإرشاد الزراعي في إنتاج وتسويق محصول نخيل البلح لاستخدامها في نموذج التحليل الارتباطى والانحداري المتعدد المتدرج الصاعد وهى: ودرجة الانتماء للمجتمع القبلى، التمسك بالعادات والتقاليد السيوية، ودرجة العضوية فى المنظمات الاجتماعية، ودرجة القيادة القبلية، ودرجة القيم الاقتصادية، ودرجة تعليم المبحوث، ومساحة الحيازة الزراعية من نخيل البلح، وأتضح أن هذه المتغيرات السابقة كانت نسبة مساهمتها مجتمعة في القدرة التنبؤية لتفسيرها هى61.7 %، منها 32.9 % تعزى إلى درجة الانتماء للمجتمع القبلى، و 10.7 % إلى درجة التمسك بالعادات والتقاليد السيوية ، و7.7% إلى درجة العضوية فى المنظمات الاجتماعية ، و5 % إلى درجة القيادة القبلية، و2.7% إلى درجة القيم الاقتصادية، و2% إلى درجة تعليم المبحوث، و0.7إلى مساحة الحيازة الزراعية من نخيل البلح .
11- أظهرت النتائج وجود مشكلات تواجه زراع نخيل البلح وكانت هذه المشكلات هي: قلة خبرة العمالة الزراعية فى خدمة رأس النخلة ، وارتفاع أجور العمالة الزراعية فى الواحة، واستغلال أصحاب المصانع للزراع بخفض أسعار البلح، وارتفاع أسعار العبوات البلاستيك، وبدائية وسائل نقل المحصول، وعدم توفير سلالم لحصاد ثمار البلح، وأن المقترحات التى قدمها زراع نخيل البلح لمواجهة هذه المشكلات هي: تدريب العمالة الزراعية من خلال البرامج الإرشادية والحقول الإرشادية ، توفير عمالة زراعية مدربة، وفتح منافذ تسويقية خارج سيوه، وتوفير العبوات البلاستيك عن طريق الجمعية التعاونية الزراعية، وتوفير وسائل نقل حديثة، وتوفير سلالم آلية لحصاد ثمار البلح .
الفوائد التطبيقية :
بناءاً على ما توصل إليه هذا البحث من نتائج يمكن إيجاز الفوائد التطبيقية له فيما يلي:
- في ضوء ما أظهرته النتائج من أن نصف التوصيات الخاصة بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح التى يعرفها المبحوثين كانت ذات معرفة منخفضة ومتوسطة لذا يجب بتكثيف الأنشطة والجهود الإرشادية بإقامة الحقول الإرشادية التى يقوم فيها الجهاز الإرشادى بتدريب الزراع وإكسابهم المعارف والمهارة التى تعمل على زيادة معارف زراع نخيل البلح بالتوصيات الفنية التى كانت معارفهم منخفضة ومتوسطة ، ويتم إقناعهم بتنفيذها بالشكل الصحيح الذى يؤدى إلى زيادة إنتاج محصول نخيل البلح وتحسين جودته .
- من خلال ما أوضحته النتائج من عدم تنفيذ عملية التقويس، والخف، والتكميم، فأن الأمر يستدعى أن يتم تبصير القيادات القبلية، والزراع بأهمية هذه العمليات ومدى تأثيرها على زيادة المحصول وتحسين جودته، ويكون ذلك من خلال الاجتماعات الإرشادية معهم، والعمل على تدريبهم على كيفية أجراء هذه العمليات فى الحقول الإرشادية ويتم ذلك فى شهر يوليو بالنسبة لعمليتي التقويس والخف، وفى فترة الخلال وقبل مرحلة الرطب بالنسبة لعملية التكميم،
- من خلال ما أوضحته النتائج من وجود ضعف شديد في دور أجهزة الإرشاد الزراعي كمصدر وتسويق محصول نخيل البلح، لذا يجب ضرورة فتح قنوات اتصالية مع المزارعين لمعرفة المبحوثين في إنتاج وذلك بإقامة الندوات والدورات التدريبية التى تساعد على إمداد الزراع بالمعارف الجديدة الخاصة بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح، وأيضا تدريب العاملين بالإرشاد الزراعى على كيفية توصيل المعارف للمزارعين حتى تكون جزء من سلوكهم التنفيذي.
- فى ضوء ما أوضحته النتائج من أن المصادر الإرشادية الحكومية التابعة لوزارة الزراعة قامت منفردة بنشر(25%) من بنود التوصيات الفنية لمحصول نخيل البلح لذا يجب أن يستعين القائمين على العمل الإرشادى بالقيادات المحلية من شيوخ القبائل الذى ثبت أنهم مصدر ثقه لدى المزارع السيوى، وذلك بتدريبهم وإمدادهم بكل ما هو جديد وخاصة بالنسبة للتوصيات التى كانت معارفهم فيها منخفضة ومتوسطة فيؤدى ذلك إلي زيادة دور أجهزة الإرشاد الزراعي في نشر المعارف المتعلقة بهذه التوصيات من خلال تدريب الزراع على تنفيذ هذه التوصيات التى تعمل على زيادة الإنتاج وتحسن جودة المحصول.
- أن يتم الاستفادة من نتائج البحث فى المناطق المماثلة التى تهتم بإنتاج وتسويق محصول نخيل البلح، وأن يكون لأجهزة الإرشاد الزراعي الحكومي دورا واضحا في تقديم خدمات إرشادية ملموسة مثل إقامة الحقول الإرشادية وعقد الاجتماعات والندوات الإرشادية، وتدريب الزراع على كيفية بتنفيذ التوصيات الفنية الصحيحة فى كافة العمليات الزراعية، وعمليات خدمة رأس النخلة، فيؤدى ذلك إلى زيادة إنتاج محصول نخيل البلح وتتحسن صفات وجودة المحصول .