الفصل السادس
دور المنظمات الاجتماعية
في التنمية الريفية
- تمهيــــد.
- تعريف الدور.
- دور المنظمات الاقتصادية الزراعية.
- دور المنظمات الصحية.
- دور المنظمات الاجتماعية.
دور المنظمات الاجتماعية في التنمية الريفية
تمهيــد :
تزايد في الآونة الأخيرة الاهتمام بصورة مضطردة بالتنمية الريفية سواء كان ذلك من قبل الحكومات أو الهيئات العالمية، وينبع هذا الاهتمام من أن غالبية سكان الدول النامية لاتزال تعمل وتقيم في مجتمعات ريفية تتسم بالتخلف والمعاناة والأهمال منذ زمن بعيد، كما ينبع هذا الاهتمام من إيمان تلك الدول بأن الاتجاه نحو تنمية المجتمعات الريفية يمثل حجر الزاوية في تقدم المجتمع ككل.
ولقد فظنت الحكومة المصرية إلي أهمية تنمية الريف والنهوض به فاتجهت للأخذ بمنهج التخطيط لتنمية المجتمع الريفي، سعياً لأحداث تغيرات اجتماعية مرغوبة في المواطنين تجعلهم أكثر استعداداً لتنمية مجتمعهم الذى يعيشون فيه.
ويوجد في المجتمع الريفي المصرى العديد من المنظمات الاجتماعية الريفية في مختلف نواحي أنشطة الريفيين فهناك المنظمات الاقتصادية الزراعية، والمنظمات الاجتماعية، والمنظمات الصحية، والمنظمات التعليمية، والتى يمكن القول بأنها تؤدي دوراً هاماً في تنمية المجتمع الريفي وتمشياً مع أهداف هذه الدراسة فسوف يتم عرض الكتابات والدراسات المتعلقة بتوضيح مفهوم الدور، والأنشطة التي تقوم بها المنظمات المدروسة لأداء أدوارها.
تعريف الدور The Role :
تتعدد مفاهيم الدور بتعدد وجهات نظر من يتنأولونه بالتعريف ومجالات تخصصاتهم واتجاهاتهم، ويعد هذا المفهوم من المفاهيم الحديثة في علوم الإجتماع والنفس والخدمة الاجتماعية والانثروبولوجيا.
وفيما يلي استعراض للتعاريف التى تناولت مفهوم الدور في محاولة للتوصل إلي تعريف أكثر مناسبة لهذه الدراسة :
أ- في اللغة العربية :
يرجع الأصل اللغوى العربي لمفهوم الدور في اللغة العربي إلي الفعل أدار، ويقال أدار التجارة أى تداولها بدون تأجيل، وفي القرآن الكريم إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم.
كذلك في معني أدار العمل أو أدار الالة أى تولى تصريف الأمور أدار الرأى وأمر أحاط بهما، وتدير المكان أى اتخذه دارا.
وتعد المعانى السابقة قريبة من الاستخدام العلمي المعاصر لمفهوم الدور، حيث أن الدور بوجه عام هو السلوك الذى يقوم به الشخص في إطار نسق من الحقوق والواجبات، ويلاحظ أن إدارة التجارة، وإدارة العمل، وإدارة الالة، كلها أنشطة تحوى في داخلها حقوقاً وواجبات مرتبطة بكل نشاط على حده، كما أنها تتضمن سلوكيات معينة يجب أن يقوم بها الشخص ولا يتجاوزها، ومعنى ذلك أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الأصل اللغوي والاستخدام المعاصر للمفهوم في علم الاجتماع، أما جملة "تدير المكان" بمعني أن تتخذه دارا، فقد تكون قريبة المعني من مفهوم المكانة الاجتماعية، فإذا كانت الدار هي مكان الفرد في النسق البيئي والجغرافي، فإن المكانة الإجتماعية هي مكان الفرد في نسق التدرج الاجتماعي وهو ما يعكس بدوره الارتباط القوى بين مفهومي الدور، والمكانة.
ب- في اللغة غير العربية :
أما الاصل اللغوى لمفهوم الدور في اللغات غير العربية فيرجع إلي كلمة Role ، أو Roles مأخوذة عن اللغة الفرنسية ويقصد بها دوراً لممثل وثمة رأى آخر يرى أنها مأخوذة من كلمة Roll التى ترجع إلي الاصل اللاتيني Rotula وهي وثيقة مكتوبة وملفوفة على عمود أو اسطوانة، ثم تطورت إلي تلك الورقة المكتوب فيها دور الممثل وملفوفة على قطعة من الخشب، وأخيراً أصبحت هذه الكلمة تشير إلي الدور الذى يلعبه المغنى أو الممثل وهو ما يعرف بالدور الفني Astaring role.
ويوضح ميشيل مان أن هناك اتجاهين لدراسة الدور الاول هو الاتجاه الانثروبولوجي (البنائي) ويركز على الحقوق والواجبات والتوقعات المعيارية وربطها بالبناء الاجتماعي أو النسق الاجتماعي ويمثل هذا الاتجاه رالف لينتون وكذلك ثالكوت بارسونز أما الاتجاه الثانى فهو الاتجاه التفاعلي الرمزي، ويهتم بقدرة على صنع أدوارهم وشغل مراكزهم من خلال قدراتهم على إنجاز الدور وإتقان أدائه، ويستخدم هذا الاتجاه جورج هربرت ميد و ارثينج جوفمان.
ج- المعنى الاصطلاحي للدور :
ويعرف الدور في قاموس علم الاجتماع "بأنه نمط للسلوك يبني حول الحقوق والواجبات الخاصة ويساعد على وضع المكانات الخاصة داخل الجماعة أو الموقع.
ويعرف بأنه هو المظهر الدينامي للمكانة، فالسير على هذه الحقوق والواجبات معناه القيام بالدور، وهذا هو التعريف الذى استخدمه "بارسونز" في مؤلفه النسق الاجتماعي "وراد كليف براون في مؤلفه البناء الوظيفي في المجتمع البدائي.
ويعرف أيضا بأنه مجموعة مواصفات تحدد ما ينبغي أن يفعله الشخص كشاغل لمركز معين على مستوى المجموعة الصغيرة أو المجتمع الكبير، وهذه المواصفات قد تضعها للشخص المجموعة الصغيرة أو يحددها له المجتمع الكبير في شكل معايير وقيم أو قد يرسمها الشخص لنفسه متخذا في هذه الحالة صورة لتوقعاته هو أو متطلباته المتصلة بمركز معين.
وعرف الدور بأنه السلوك المتوقع مصحوباً بوضع اجتماعي معين، وعند ممارسة الأدوار الاجتماعية يجب أن يعلم المرء ما الذى يعمله المحيطون به، وما يمكن أن يتوقعه من الآخرين، ومن هنا يظهر مفهوماً الحقوق والواجبات، فالحقوق هو ما يتوقع المرء أن يفعله الآخرون أما الواجبات فهي ما يتوقعه الآخرون من المرء نفسه.
وعرف ايضا الدور بأنه الممارسة الاجتماعية التي يقوم بها الشخص والتى يتوقع قيامه بها في ضوء الحقوق والواجبات المتوقعة منه والتى تتضمن مساهمته في الافعال الاجتماعية في ضوء وضعه الطبقي وظروف البيئة الثقافية العامة التي يعيش في إطارها في ظروف مجتمعه.
ويرى البعض أن الدور هو تصور لسلوك يرتبط بشخص معين وبصفة من صفاته الشخصية لأنه تعبير عن حاجاته وهذا الدور تحدده مجموعة من القيم والمعايير التى تحدد السلوك المتوقع من شخص معين استناداً إلي خصائصه الفردية، ويتضح من ذلك أن الدور مكون من أساسين هما السلوك وشخصية الفرد، وأن هذا السلوك تحركه الحاجات والقيم والمعايير.
من العرض السابق لتعاريف الدور يتضح أنه :
1- مجموعة من الأنشطة.
2- يرتبط بوضع اجتماعي معين في إطاراً لبناء الاجتماعي.
3- يمثل نمطاً من السلوك مبني على أساس من الحقوق والواجبات.
4- يتأثر بمجموعة التوقعات التى يتوقعها الآخرون من القائم به.
5- له علاقة بالمعايير الاجتماعية السائدة.
6- إن الشخص لا يؤدى دوراً واحداً وإنما يؤدى مجموعة من الأدوار حسب مكانته الاجتماعية.
وبناء على ما سبق يري الباحث أن الدور المنظمي هو السلوك المتوقع أن تقوم به المنظمة وفقاً للأهداف التى أنشئت من أجلها والمبني على أساس مجموعة من الحقوق والواجبات والتى ترتبط بأهمية ومكانة المنظمة في إطار المجتمع ومعاييره الاجتماعية السائدة.
هذا وتختلف الأدوار من منظمة لأخرى تبعا لاختلاف طبيعة ونوع الخدمة التى تقدمها وعلى ذلك فإن دراسة تلك المنظمات وما تقوم به من أدوار وما يلحقها من تطوير يعتبر أحد الجوانب الهامة التى يمكن أن تلقي الضوء على مدى قيامها بدورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الريف المصرى.
وفيما يلى عرضاً للأدوار التنموية لهذه المنظمات التى ستتناولها الدراسة:
أولاً : دور المنظمات الاقتصادية الزراعية :
تشمل المنظمات الاقتصادية الزراعية في الريف جميع الأجهزة التى تهدف تحقيق خدمات اقتصادية للمزارعين مثل الجمعيات التعاونية الزراعية، وبنوك القرى التى تقوم بعملية تمويل أعضاء الجمعيات التعاونية الزراعية، وسوف تقتصر الدراسة على هذه الجمعيات كأحد هذه المنظمات.
الجمعيات التعاونية الزراعية :
تعتبر الجمعيات التعاونية الزراعية إحدى المنظمات الاجتماعية ذات الدور الهام في الريف المصري عامة، وهي ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية تعمل على النهوض بالزراعة والحياة الريفية في إطار الخطة العامة للدولة.
ويمكن تحديد الأدوار التنموية للجمعيات التعاونية الزراعية كما حددها قانون التعاون الزراعي رقم 122 لسنة 1980 فيما يلي :
1- بحث التركيبات المحصولية للدورات الزراعية ومتابعة تنفيذ ما يتفق عليه في إطار الخطة العامة للدولة في منطقة عمل الجمعيات.
2- تخطيط وتنفيذ المشروعات المحلية الإنتاجية طبقاً لإمكانياتها الاقتصادية بما في ذلك مشروعات التصنيع الزراعي أو الانتاج الحيواني أو تربية الدواجن أو تربية النحل أو الصناعات الريفية البيئية او استصلاح الأراضي أو الثروة المائية.
3- المساهمة في تنظيم زراعة الأرض وتجميع الاستغلال الزراعي للنهوض بالزراعة وفقاً للأسس العلمية الحديثة وذلك بالتعاون مع أجهزة الدولة.
4- القيام بعمليات تسويق محاصيل الأعضاء تعاونياً.
5- الحصول على القروض من مختلف المصادر لتمويل مشروعاتها الإنتاجية والخدمية اللازمة لها بصفتها الاعتبارية ولأعضائها الراغبين في التعامل معها وذلك كله طبقاً للقواعد والضوابط والشروط التى تبينها اللائحة التنفيذية.
6- التوسع في الميكنة الزراعية بتوفير الالات الحديثة لمختلف العمليات وتدريب العاملين عليها وتنظيم إدارتها وتشغيلها وصيانتها بأسلوب اقتصادي سليم.
7- إدارة واستغلال مشروعات الجمعيات وأراضيها وكذلك الأراضي التى يعهد إليها بها الأشخاص الاعتباريون والأفراد.
8- المساهمة في أداء الخدمات العامة لأعضائها بالتعاون مع الأجهزة المختلفة.
9- إيجاد الوعي الادخاري بين الاعضاء وتنظيم استثماره.
ولكي تحقق الجمعيات التعاونية الزراعية أهدافها فإنها تقوم بالعديد من الأنشطة والتى ذكرها منصور فيما يلي :
1- التوعية بطرق استخدام مستلزمات الإنتاج الزراعي (تقاوى وبذور، وأسمدة، ومبيدات حشرية).
2- التوعية بالمعاملات الزراعية الآتية : مواعيد الزراعة المناسبة، ومعاملة البذور بالمطهرات الفطرية، ومسافات الزراعة بين النباتات، ومواعيد الرى.
3- توزيع مجلة الإرشاد الزراعي، وتوزيع الملصقات الزراعية، وتوزيع النشرات الإرشادية الزراعية، وعمل الحقوق الإرشادية، وعمل التجميعات الإرشادية، وعقد الندوات والاجتماعات الإرشادية.
4- التوعية الإرشادية الميدانية في الحقل، وتوعية للمرأة الريفية في مجال الاقتصاد المنزلي والأسرة.
5- تدريب القادة الريفيين.
6- تشجيع الزراع لزيارة المعارض الزراعية.
7- الاسهام في تطوير أو إقامة بعض المنشئات بالقرية.
وتوضح دراسة أحمد أن أهم الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات التعاونية الزراعية هي :
1- تنفيذ السياسة الزراعية، وحماية الرقعة الزراعية، وتنظيم الدورة الزراعية والاشراف والمتابعة على المحاصيل.
2- تنظيم أعمال المكافحة ومقاومة الافات.
3- توزيع مستلزمات الإنتاج والالات الزراعية.
4- الإرشاد الزراعي ونشر الوعي التعاوني.
5- حل مشاكل الزراع والحيازة وتسويق للمحاصيل الزراعية.
6- توفير البيانات الخاصة بالحيازة الزراعية لصرف المساعدات الاجتماعية للزراع وتلاميذ المدارس.
7- مقاومة الفئران بمساكن المزارعين.
8- تنفيذ مشروع البتلو القومي في بعض مزارع كبار الزراع.
9- المساهمة في بناء مقر كل من الجمعيات التعاونية الزراعية، والوحدات الاجتماعية، وفصول للمدرسة، ومسجد للقرية، ومركز للشباب، والجمعيات الاستهلاكية، ومنحل للعسل... إلخ.
10- المساهمة في إنشاء بعض المرافق بالقرية وإقامة مصرف.
ثانياً : دور المنظمات الصحية :
وتشمل المنظمات الصحية جميع الأجهزة التي تهدف إلي توفير الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية للريفيين ومن امثلتها المجموعات الصحية القروية، ووحدات العلاج الشامل، والوحدات الصحية القروية، والاقسام الصحية بالوحدات المجمعة وهذه الأجهزة توفر الخدمات الصحية لكل مواطن دون أن يرتبط ذلك بقدرته المادية أو بعد أقامته عن مقر الخدمة، وذلك لمواجهة سوء الحالة الصحية، ونقص الوعي الصحي وانتشار الأمراض المعدية، ونقص الرعاية الطبية للحوامل وتلاميذ المدارس وانتشار الأمراض المتوطنة كالبلهارسيا والأمراض المعدية.
وسوف تقتصر الدراسة على دور الوحدات الصحية كإحدى هذه المنظمات.
الوحدات الصحية الريفية :
تعتبر الوحدات الصحية الريفية أساساً لكل المشروعات الصحية في الريف كمشروعات مكافحة الدرن والبلهارسيا والملاريا وتنظيم الأسرة وغيرها، وعلى هذا فهي ليست مجرد عيادة خارجية فحسب بل هي مركز للارتقاء بالصحة العامة الريفية، حيث يقوم الطبيب ومساعدوه كمساعد المعمل، والملاحظ الصحي، ومساعدات المولدات، وغيرهم من الممرضين والممرضات، والعمال بدور قيادي رائد في مجال الإرشاد الصحي والتوعية الصحية للمواطنين، وذلك في حدود الامكانيات المتاحة.
ولكي تحقق الوحدات الصحية أهدافها فإنها تقوم بالعديد من الأنشطة ذكرها حسن فيما يلي :
1- الخدمة عن طريق العيادة الخارجية والصيدلية وعمل بطاقات صحية للأهالي للوقوف على ما قد يوجد من أمراض متوطنة أو غيرها وعلاجها ومتابعة هذا العلاج.
2- القيام بخدمات رعاية الأمومة والطفولة والرعاية الصحية المدرسية وتنظيم الأسرة.
3- العمل على رفع المتسوى الصحي للبيئة الريفية وإشراك الريفيين والمجلس القروي في هذا الصدد بالجهود الشعبية الذاتية.
4- الوقاية من الأمراض المعدية وتطعيم الأهالي ضد هذه الأمراض إلي غير ذلك من وسائل الوقاية والمكافحة.
5- الإرشاد والتثقيف الصحي والقيام بدور قيادي في مجال التربية الصحية للسكان الريفيين.
وتشير دراسة أحمد إلي ان أهم الخدمات التي تقدمها الوحدات الصحية للمبحوثين وفقاً لتكرارها لديهم كالآتي :
1- مكافحة الأمراض المتوطنة وخاصة البلهارسيا والملاريا.
2- الحملات القومية ضد تيتانوس الحوامل، والحمى الشوكية، وشلل الاطفال، ومرض الجفاف، وتطعيم تلاميذ المدارس.
3- حملات التوعية الصحية (تنظيم الأسرة – النظافة العامة).
4- العمل على تحسين مياه الشرب بتحليل عينات المياة باستمرار.
5- المراقبة الصحية للبيئة المحلية والمحلات والأسواق.
6- قيد المواليد والوفيات.
7- النشاط العلاجي ويتضمن الفحص الطبي وعمل التحاليل وإجراء العمليات الجراحية البسيطة.
كما تشير دراسة منصور إلي أن أهم الخدمات التى تقدمها الوحدات الصحية للمبحوثين هي تطعيم الأطفال ضد الكوليرا وشلل الاطفال، وغيارات الجروح والحروق، وعلاج الأمراض المتوطنة كالبلهارسيا ثم علاج الأمراض العادية كالانفلونزا، والرعاية الصحية للاطفال، وتوزيع أقراص منع الحمل ورعاية الامهات الحوامل، والكشف الدورى لتلاميذ المدارس، والتوعية ببرامج تنظم الأسرة، والتوعية بإطالة فترة الرضاعة، وإرشاد المرآة بالنظام المناسب لتغذية الاطفال وإرشاد المرأة بالنظام المناسب لتغذيتها، وعمل برامج تدريب الشباب على الاسعافات الأولية.
ثالثاً : دور المنظمات الاجتماعية :
وتشمل جميع المنظمات التى تهدف إلي مساعدة الريفيين على مساعدة أنفسهم في تحسين معيشتهم وتطوير مجتمعهم من خلال قيامها بأداء خدمات اجتماعية لهم، ومن أمثلتها الوحدات الاجتماعية، وجمعية تنمية المجتمع المحلي، والوحدات المحلية الريفية، ودور الحضانة الريفية، ومراكز الشباب الريفي.
وسوف تقتصر هذه الدراسة على دور مراكز الشباب الريفي كأحد هذه المنظمات.
مراكز الشباب الريفي :
تعتبر مراكز الشباب أحد المنظمات الريفية الهامة التي تؤدي دوراً كبيراً في تكوين جيل من الشباب الريفي أصحاء الجسم والعقل، مما يؤدى إلي النهوض بمجتمعهم ويساعدهم في قضاء أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة صحياً واجتماعياً، وذلك تحت إشراف قيادة متخصصة في إطار السياسات التى يضعها المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
ولكي تحقق مراكز الشباب الريفي أهدافها فإنها يقوم بالعديد من الأنشطة التالية :
1- بناء الخطط والبرامج المنظمة التي تؤدي إلي الاعداد البدني والروحي والثقافي والقومي والاجتماعي إعداداً متكاملاً وتدريبهم على تحمل المسئولية والتعاون والعمل الجماعي والروح الديمقراطية.
2- تنظيم واستثمار وقت فراغ الشباب في البرامج التى تنمي شخصيته وتستثمر طاقاته وتساعد على تنشئته تنشئة صالحة.
3- تدريب الشباب وتزويده بالمهارات المختلفة وتنمية القيادية لديه.
4- وضع وتنفيذ البرامج الخاصة بالمسابقات الرياضية والدينية والثقافية والفنية والاجتماعية والمساهمة في المناسبات القومية.
5- تنظيم مساهمة الشباب في مشروعات الخدمة البيئية والقومية، وبصفة خاصة محو الأمية، وفصول التقوية، وتنتظم الأسرة، ومكافحة الادمان، وتنمية الوعي الصحي، ونظافة القرية، وحماية البيئة من التلوث.
6- تنمية قدراتهم الابتكارية وتطوير خبراتهم العملية على أسس علمية.
7- تنمية روح الاستقلال والكسب عن طريق مشروعات الشباب الشخصية التى يغلب عليها الطابع الريفي.
8- مساعدة الشباب على التعلم وخدمة الغير والنجاح في الحياة ومساعدة المجتمع على التغير الاجتماعي.
من العرض السابق لأدوار بعض المنظمات الريفية في التنمية يتضح أنها متعددة الأدوار فمنها من يقوم بالمساهمة في التنمية الزراعية والريفية، من خلال القيام بادوار تنموية تحقق هذا الغرض كإمداد الزراع بمستلزمات الإنتاج الزراعي وتوعيتهم إلي أحدث الأساليب التقنية الحديثة وغيرها، ومنها ما يلعب دوراً في توفير الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية لابناء الريف، وتقديم الخدمات الصحية المناسبة لهم، ومنها من يقوم بالمساهمة في التنمية الاجتماعية للريفيين وأسرهم وبصفة خاصة القطاع العريض من الشباب الريفي، وجعلهم أصحاء العقل والجسم واستثمار أوقات فراغهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع العام.
وفي النهاية يمكن القول أن نجاح المنظمات الريفية في تحقيق أهدافها المنشودة يتوقف في المقام الأول على أداء هذه المنظمات لأدوارها التنموية بفعالية وجودة عالية، وهذا ما سوف تتعرض له الدراسة في الفصل التالي.
دور المنظمات الريفية في التنمية الزراعية :
الجهود التى يقوم بها العاملون بكل منظمة ريفية وما ينبغي أن يقوموا به لإحداث التنمية الزراعية في ظل تطبيق سياسات وبرامج التحرر الاقتصادي، مما يلي :
- نشر استخدام الأصناف والمعاملات الزراعية المستحدثة بين الزراع.
- توعية الزراع بالاستخدام الأمثل للوحدات الانتاجية الأرضية والحيوانية والمائية...إلخ.
- تشجيع الزراع على استصلاح واستزراع الأراضي.
- تنمية الوعي البيئي لدى الزراع.
- تشجيع الزراع للمشاركة في مشروعات التنمية الزراعية.
- تحسين كفاءة العنصر البشرى القائم بالعمل الزراعي، صحيا واجتماعيا وتعليميا.
- توفير التمويل اللازم للزراع للقيام بالمشروعات الزراعية والتنموية.
هذا إلى جانب جهود أخرى خاصة بكل منظمة ريفية ترتبط بتحقيق أهدافها الخاصة سوف تتضح عند عرض عناصر الاستبيان الخاص بها.
من العرض السابق للدراسات التى تناولت العوامل المؤثرة على أداء المنظمات لأدوارها التنموية يتضح أن كثيراً من هذه العوامل يؤثر في أداء هذه المنظمات في الاتجاه الإيجابي كالمستوى التعليمي لرؤساء المنظمات، ومدة خبرتهم، وتدريبهم في المجالات المرتبطة بعمل المنظمة، وعمر المنظمة واللامركزية، والاتصال الافقي والرأسي، وتحديد المسئولية، ونسبة العاملين المقيمين بالمنظمة، والرسمية، وحجم السكان، والمستوى التعليمي للسكان، والشعور بالانتماء للمجتمع، ومدى توفر الخدمات المجتمعية بالمجتمع.