باقة ورد لمن علمنى كيف أكون
سيادة العميد .. إليك .. إليك أنت .. أنت وحدك ..
أشواق .. كيف السبيل إلى قلبها ؟
أشواق .. تحدثى حتى أراكِ
أوجه هذا السؤال..
عزيزتى .. أشواق.. هل تعليمين أن البعض يقول عنى أننى حائط صد يتمنون إختراقه. عبر عن ذلك أحدهم قال : هو شخصية غريبة محيرة، أتمنى أن أخترق عقله لأفك رموزه، كى يسهل بعد ذلك التعامل معه، وأضاف : انه شخص صامت ، يفعل كل شى فى صمت، يقرأ فى صمت ، يكتب فى صمت ، ياتى ويذهب فى صمت، وكانه اتخذ الصمت له عنوانا واستاجر شقة فى عمارة الصامتينن حى الساكتين.
وأنت تعلمين أننى لست كذلك، وتدركين أننى عندما أصمت يكون ذلك من أجل أن اتكلم أكثر – لو كان الكلام من فضة ، لكان الصمت من ذهب – ..أعترض.. لا بل اقدم كافة قوانين الاعتراض على هذا المثل- لو كان هذا القول لاحد الرسل أو الانبياء ، فهو منزه مما ساقول ، أما لو كان لكائنِ ما يكون غيرهما ، فانى كما أسلفت اقدم اعتراضى. أتسمعيننى.. أشواق.. ما أنا بصامت ولا يعرف الصمت عنوانى. بالله عليك : لو أعطينا كل الصامتين ذهباً ما كفت جبال الأرض ، ولو كانت كلها ذهبا. فالجميع يا أشواق صامتون وأنت لهم قائداً، كل حقوقنا ضاعت وهو السبب – الصمت – حتى حقوقى لديك ضائعة – والسبب - صمتك – لله درك يا مصر أضعناك – بالصمت – تحدثى : أشواق فأنت مصرَ ومصرُ أنت.. أنت الوطن، بالصمت هُنت. تحدثى حتى أراك .. الكلمة يا أشواق أساس الوجود. ألم يبدأ بكلمة – كن – أليس سيدنا موسى عليه وعلى نبيا السلام – كليم الله – (وناديناه من جانب الطور الأيمن). أليس سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا السلام – كلمة الله ألقاها إلى مريم العذراء ( قالت انى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا). أشواقى.. هل سمعت عن نبى أبكم أو أصم . أشواقنا.. الم تسمعى قول الحق: ( قل يا أيها الكافرون- قل هو الله أحد – وأذ قال عيسى أبن مريم – وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا- إذ نادى ربه نداءا خفيا – قل يا أهل الكتاب – قل أعوذ برب الفلق- إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا- قل أعوذ برب الناس- وقال الانسان مالها، يومئذ تحدث أخبارها – قال الذين كفروا والذين آمنوا أى الفريقين خير مقاماً وأحسن نديا- قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا- قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا، قال إن اتبعتنى فلا تسألنى عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا، قال ستجدنى إنشاء الله صابرا ولن اعصى لك أمرا، قال إنك لن تستطيع معى صبرا- قل آمنوا أو لا تؤمنوا) وهناك الكثير مما قيل ومما أمر الله رسله وملائكته به.
أشواقى .. إن صمت الصمت فليس ذنبى. بل هو ذنبك فأنت كما أسلفت للصامتين قائدة . لا تغضبى، فلن أقف كثيراً ببابك أنتظر القبول ، سادمر الأسوار وإن صمدت ، ساحطم أغلال الحياء، وإن أبت سافجر الانهار من تحتك ولنغرق سوياً وتوقعى منى القدوم، وإن صمت اللسان تحدثت منا العيون، هل تذكرى؟ : تقابلت عينانا مرة ، فهربت عيناك إلى اللاشئ ، شعرت بأننى ملاحقك فتركت مكان لقاؤنا، لم تنتصرى أشواقى.. بل أنا من انتصر، وقدمت شكوى للقمر، فقال: دعها ، لا مفر من القدر. إن سرت ليلا فاعلمى أنى مراسلك من خلال ضياؤه، فلتنظرى ليلا من شرفة عيناك الخضراوان .. تجرأى.. ناجيه.. حدثيه .. عنى وعنك.. حدقى النظر ، تجديه اليك ناظر، قولى له ماشئت عنى، يعرف عنا الكثير.. أجيبيه عن سؤال وأنا من يسأل: لم تقطفى زهور الإبتسام، لم عندما تتلاقى عينانا نفتعل الخصام ، أجيبيه أيضاً عن سؤال لم أقله : أتخشين ممن؟ لا أحد سوانا يعرف. من حولك لا يرون.. وإن رأوا ،لا يدركون .. فعيناى إلى الجميع تنظر. وقلبى إلى عينيك يهفوا. تحدثى حتى أراكِ.. لم كل هذا الصمت بادى.. أهو حزن بالعينين يسكن.. أم خلف الصمت رواية لم تكتمل.. ماذا وراء النهر – لم يكملها – طه حسين – ماذا لو أكملناها سوياً، وسرنا معاً فى لانهائية السرمدية .. أم هى دعاء للكروان لم يغنه.. أم هى الأيام تاخذنا - ومثلك – تهرب .. أم هى قصيدة من الأدب الجاهلي.. جهلنا معانيها.. أم هى شجرة السعادة زرعناها ودمع العين يرويها..أم هى الفتنة الكبرى.. أجيبينى أشواق .. أم كتب القدر علينا أن نكون من المعذبون فى الأرض .. سيدى العميد أين أنت.. أحتاجك .. أحتاج رايك وحكمتك.. قل لى بالله عليك .. كيف السبيل إلى أشواق؟.. إسماعيل عبد المالك