المقدمة : Introduction
يوصف المجتمع الحديث بأنه مجتمع المنظمات أو المؤسسات التى تؤدى أدواراً ووظائف هامة للأفراد والجماعات و المجتمعات فى كافة التخصصات والأنشطة، ويمكن القول أن الإنسان هو مؤسس تلك المنظمات، وهو هدفها فى المقام الأول فمنذ أن يولد يجد نفسه فى منظمة ينشأ فيها ويتعلم أيضاً فيها، ويشبع حاجاته العديدة من خلال المنظمات المختلفة الموجودة فى المجتمع الذي يعيش فيه، ومن ثم فإن هذه المنظمات هي وسيلة المجتمع التى يحقق بها أهدافه.
وتختلف المنظمات ما بين حكومية تديرها وترعاها الدولة، وغير حكومية (أهلية) وذلك بهدف سد حاجات ورغبات أفراد المجتمع والتى قد لا تشبعها المنظمات الحكومية وحدها.
وفى هذا الإطار تضم المنظمات غير الحكومية العديد من الأشكال التنظيمية كالتعاونيات بأنماطها المختلفة وجمعيات تنمية المجتمع، وجمعيات الرعاية الاجتماعية، والجمعيات الخيرية، والأندية النسائية، ومراكز الشباب، والنقابات والاتحادات والروابط، وجمعيات رعاية وحماية البيئة.
فالمنظمات غير الحكومية أصبحت وسيلة المجتمع التى يشبع بها حاجات مواطنيه ويحقق بها أهدافه، والعلاقة قائمة بين تقدم المجتمع من ناحية، وفاعلية المنظمات العاملة فيه من ناحية أخرى.
فكلما كانت المنظمات متعددة ومتخصصة وفاعلة فى تلبية احتياجات الأفراد ومتطلباتهم كلما زاد المجتمع تقدماً وقوة, وفى نفس الوقت فإن هذه المنظمات تحتاج إلى مساندة المجتمع وتدعيمه لها مادياً ومعنوياً (عزوز، 1998، ص 265).
ومن المنظور التاريخي فقد ارتبط الدور التنموي للمنظمات الأهلية المصرية ارتباطاً عكسياً بالدور التنموي للمنظمات الحكومية، فإذا ما تقلص أو ضعف الدور الحكومي فى القيام بنشاط تنموي بسبب عدم الرغبة فى القيام بهذا الدور أو عدم قدرتها للاضطلاع به لسبب أو لآخر فان المنظمات غير الحكومية تنشط ويبرز دورها التنموي لتعويض هذا القصور (ريحان، 1998، ص ص 248-249).
وهو ما يعنى أن دوراً فعالاً للمنظمات الأهلية فى تلبية احتياجات المجتمع، وهو ما يعكس أهمية البحث الراهن فى محاولته لدراسة بعض العوامل المؤثرة على فعالية جمعيات تنمية المجتمع المحلى كأحد المنظمات العاملة فى المجتمع الريفي المصري.
مشكلة الدراسة The study Problem
تعتبر جمعيات تنمية المجتمع المحلى أحد أشكال التنظيمات الأهلية التى تقوم بدور فعال ورئيسي فى التنمية عامة، والتنمية الريفية بصفة خاصة نجح بعض منها فى ذلك ، وأخفق البعض الآخر، ويتوقف ذلك على درجة فعالية كل منها والعوامل المؤثرة عليها.
لذلك يمكن بلورة مشكلة الدراسة فى الأسئلة التالية:-
1- ما هي درجة فعالية جمعيات تنمية المجتمع المحلى بمنطقة الدراسة؟
2- ما هي العوامل المؤثرة على فعالية جمعيات تنمية المجتمع المحلى بمنطقة الدراسة؟.
3- ما هي المشكلات التى تواجه جمعيات تنمية المجتمع المحلى؟
4- كيفية مواجهة جمعيات تنمية المجتمع المحلى لتلك المشكلات؟
أهداف الدراسة The Study objectives
إعتماداً على العرض السابق للمشكلة البحثية فإنه يمكن القول بأن الهدف الرئيسي للدراسة يتبلور فى التعرف على بعض العوامل المؤثرة على فعالية جمعيات تنمية المجتمع المحلى بمنطقة الدراسة، ومنه يمكن اشتقاق الأهداف الفرعية التالية:
أ- قياس درجة فعالية جمعيات تنمية المجتمع المحلى بمنطقة الدراسة.
ب- تحديد أهم العوامل المؤثرة على درجة فعالية جمعيات تنمية المجتمع المحلى بمنطقة الدراسة.
ج- تحديد المشكلات التى تواجه جمعيات تنمية المجتمع تنمية المحلى بمنطقة الدراسة.
د- التعرف على الطرق والأساليب التى تواجه بها جمعيات تنمية المجتمع المحلى تلك المشكلات.
خطة الدراسة The study plan
لتحقيق أهداف الدراسة تطلب الأمر وضع خطة اشتملت الدراسة بموجبها على جزءين أساسيين بخلاف (المقدمة، ومشكلة الدراسة، وأهداف الدراسة،وخطة الدراسة).
الجزء الأول: ويشتمل على الإطارين المرجعي والمنهجي، ويضم فى طياته ستة فصول أساسية بحيث يختص الفصل الأول بالفعالية المنظمية والمفاهيم الأساسية ذات العلاقة بها، ويتناول الفصل الثاني المنظمات التى استهدفت تطوير الريف المصري، بينما يتناول الفصل الثالث دور جمعيات تنمية المجتمع المحلى فى تطوير الريف، فى حين يعرض الفصل الرابع الدراسات السابقة. بينما يعرض الفصل الخامس المفاهيم الإجرائية للدراسة، وينتهي هذا الجزء بالفصل السادس والذي يحدد منهجية وفروض الدراسة.
أما الجزء الثاني : فيشتمل على الدراسة الميدانية وهى تشمل جمع البيانات وتحليلها والتوصل إلى النتائج وعرضها، وأخيراً المناقشة العامة للنتائج حيث يتعرض الفصل السابع لعينة الدراسة وطرق القياس المستخدمة فى الدراسة. ويتناول الفصل الثامن القياس الرقمي لمتغيرات الدراسة، ويعرض الفصل التاسع نتائج الدراسة الميدانية، فى حين يعرض الفصل العاشر المناقشة العامة للنتائج وأهم توصيات الدراسة، وتختتم الدراسة بملخصين أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الإنجليزية، هذا بالإضافة إلى المراجع وملاحق الدراسة.