هيفاء .. أحبك الآن الآن أكثر
لا أدرى ماذا أكتب فى هذا الليل البهيم ، لا تسالنى عن معنى البهيم ، ما ريك أنت هل أكتب لك عن الحالة النفسية؟ أأنت محلل نفسى ؟ هل أكتب لك عن الشعور بالام . قل لى من أنت ؟ أكتب لك من أنا، قال جورد مرداق على لسان ام كلثوم.
هذه ليلى وحلم حياتى .. بين ماض من الزمان وآت.. حقاً هل هذه ليلتى أم ليلتك، أم أنها مجرد ليلة من الليالى العابرة فى أفلاك أعمارنا ، ليلة وراء أخرى وأعمارنا مجموعة ليال. قال احمد شفيف كامل على لسان ام كلثوم أيضاً :
خذ عمرى كله بس النهارده خلينى أعيش.. حقيقة هل هناك ليله تستحق ان يضحى الانسان من أجلها بالعمر كله، وهو لا يدرى ما بهذا العمر من ليال قد تكون أجمل، سيدى، أحمد شفيق كامل، كيف عرفت أن الباقى من العمر ليس فيه ليلة تضارع هذه الليلة وقد تفوقها جمالاً. هيفاء: ما زلت أذكرك، هل ما زلت تذكريننى. لماذا تغمرنا لحظة نشعر فيها أنها أسعد لحظات العمر ونتمنى أن يوقف الله حركة الكون حتى لا تمر. هل تذكرين هذه اللحظة عندما مرت علينا، أضعناها .. هل تذكرى كيف ضاعت؟ أعلم أننى السبب، عذراً هيفائى، لقد كان طموحى أكبر منى، وشعرت أن جمالك عائقاً، فأنت أجمل من أن يتركها أنسان ويرحل، ولم يكن بوسعى أن أجلس بجانبك، وكان لى الخيار، أنت أم أنا، واخترت نفسى، هل تعلمين أين أنا الآن، فى مكان كنا نطمح أن نصل اليه سوياً، خذلتك خطواتك فليس ذنبى، كنت أنانيا .. أعلم ذلك. هل تعلمين ماذا أتمنى حاليا، أن ترجع اللحظة، ويتوقف بنا الزمن، أنا الآن فى مكان يتمنى أن يصل اليه كثير من الناس، وأنا أتمنى أن ارجع اليك، هل تعلمين هيفاء أننى رايتك البارحة، تسبحين فى عيون فتاة تشبك كثيراً، ومن نفس مدينتك، لاحظت أنى اليها أنظر، فارتبكت وإلى السماء نظرت، هى لا تعلم أننى أنظر اليك فى عينيها، ظنتنى الفتاة معجباً، فخجلت واستاذنت بالانصراف، رفضت أن تنصرف فقد لا نلتقى ثانية، ولم أشا أن أضيع فرصة سنحت لى للقياك، ازداد خجل الفتاة واحمر وجهها، نبهنى أحد أصحابى وقال ماذا بك، اعتذرت وقلت لها فى عيناك عنوان أبحث عنه منذ زمن، تبسمت على استحياء وقالت : خذها .. قلت : بل دعينى فيهما أسكن، انفرجت شفتيها عن إبتسامة أجمل وقالت: لى شرف أن تكون عيناى لك مأوى، ورغم علمى بأنك تمزح، رقص فؤادى، فأنت لا تعلم من أنت، أنت أنت ، كنت لى مثل وقدوة.. ليس لى بل للجميع .. كلنا نراك فارس.. تمتطى صهوة جواد النبل .. نعم نراك أبو الفوارس.. نسيت الفتاة من هى .. ونسيت من أنا.. ونسيت أين نحن.. نسيت نفسها وتناستنى.. تأبطت زراعى وراقصتنى.. اغفرى لى يا هيفاء ذلتى .. راقصتها.. نعم ضاعت ستين عمرى فى إنطباقات جفنها.. خذلتنى يداى .. وداعبت .. خصلات شعرها ، اعذرينى هيفاء نسيتك معها، فأنت تعلمين أننى للجمال عاشق، لا تغارين هيفائى، أعلم أنك منها أجمل، ولكن أين أنت، فى كل درب عنك بحثت. لا تغضبى هيفاء، تمنيت معها أن تتوقف الحياة.
لا أعلم هل اريدك أم اريدها أم اريد نفسى من خلالكما. ما بالك أيتها النفس، لا تفكرين إلا فى لحظتك، أن أتتك تمنيت توقف الزمن. وكأن الزمن خلق لك. ألا تدرين أن هناك أناس فى نفس هذه اللحظة يتمنون سرعة الزمن، ففى اللحظة التى تكون فى قمة سعادتك ، يكون هناك من هو فى نفس القمة.. ولكن فى الشقاء، على رسلك أيتها النفس .. قال جورج مرداق: بعد حين يبدل الحب دارك.. والعصافير تهجر الأوكار.. ودياراً كانت قديماً ديارا.. سترانا كما نراها كفارا
أيتها النفس هل لديك إستعداد أن تعيشين هذه اللحظة؟ هل لديك إستعداد أن يهجر الحب دارك، ويستبدله بدار أخرى.. لا تقل نعم..لا تكابر .. فالمكابرة لا تفيد إلا أمام الآخرين ، ولكنها أمام النفس مدمرة، لو كانت نعم هى إجابتك لماذا تنتظر إلى أن يتم استبدالك، لماذا لم تقم أنت بالاستبدال.
والعصافير تهجر الأوكار. عزيزى جورج ، كيف استطعت أن تاتى بهذا، أم أنه وحى إليك أوحى.. وديارا كانت قديماً ديارا.. سترانا كما نراها كفارا. يا الهى: هل من الممكن أن يصبح الانسان كالديار المهجورة. بالله عليك اذهب الى دار مهجورة ، وانظر فى أركانها. ماذا ترى؟ .... هذا الركن كان فيه سعادة . وذاك كان فيك شقاء .. هناك كانت قبلة بين قلبين أرجعت الحنين الى الصدور . وذلك كان فيه صفعة من محب أرجعت الروح الشاردة الى صوابها. هنا كان حضن الأحبة . أب .. وام .. واخوة .. هناك كانت زيارة .. لعم وخال وعمه.. فى ذاك الركن كان لقاء أنبت هذه الحياة.. هنا القيت الحبة.. هناك رويناها.. رعيناها.. دللناها ..وارقصناها ورقصنا معها .. هنا بكينا .. هناك ضحكنا.. هنا نبتت أحلامنا، هنا وهناك.. يصعب علينا الحياة بهنا فقط، أو هناك فقط. يجب أن يكون هنا قبل هناك.. لا بل هناك قبل هنا .. إن كنت تحب هنا: انظر إلى هناك. يا من تحب هناك : كيف تنسى هنا.. هناك مكمل لهنا.. وهنا مكمل لهناك .. وهَناكِ يا هيفاء هنائىِ .. وهنائىِ يا هيفاء هَناكِ.. سوف تلهوا بنا الحياة .. وتسخر فتعال.. احبك الآن الآن أكثر
ولنا لقاء آخر نعرف من خلاله : كيف تلهوا بنا الحياة وتسخر .. إسماعيل عبد المالك