دكتور / إسماعيل عبد المالك محمد إسماعيل
عزيزى الزائر هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل فى المنتدى وندعو لك بتصفح سعيد فى المنتدى كما نتمنى مشاركتنا بآرائك ومقترحاتك لتطوير المنتدى هذا بالاضافة الى تشريفنا بستجيلك معنا لتكن استفادتك اكبر واكثر عمقا
دكتور / إسماعيل عبد المالك محمد إسماعيل
عزيزى الزائر هذه الرسالة تفيد أنك غير مسجل فى المنتدى وندعو لك بتصفح سعيد فى المنتدى كما نتمنى مشاركتنا بآرائك ومقترحاتك لتطوير المنتدى هذا بالاضافة الى تشريفنا بستجيلك معنا لتكن استفادتك اكبر واكثر عمقا
دكتور / إسماعيل عبد المالك محمد إسماعيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دكتور / إسماعيل عبد المالك محمد إسماعيل

رسائل وأبحاث ومقالات علمية, شعر وخواطر وقصص قصيرة , مقالات أدبية , جمعية خريجى المعهد العالى للتعاون الزراعى, دكتور اسماعيل عبد المالك
 
الرئيسيةشذى الرياحين I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شذى الرياحين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr Esmaiel Abdel Malek
الادارة
الادارة
Dr Esmaiel Abdel Malek


عدد المساهمات : 261
تاريخ التسجيل : 22/01/2011

شذى الرياحين Empty
مُساهمةموضوع: شذى الرياحين   شذى الرياحين Icon_minitimeالإثنين فبراير 06, 2012 10:26 pm

قصة قصيرة :
شذى الرياحين
ثقل منى الجسد، تثاقلت الخطي، لاحت مني التفاته تجاه ذلك الذى أخلد إلى الراحة الابدية، وذهب إلى سرمدية اللانهائية، آنست في نفسى إرادة البقاء بجوار قبره، طاوعني الجسد، وإذا بى اجدني سائراً ضد تيار هادر لاجساد رجال يفرون فرارا، تسابق الانفس منهم الأقدام، خشية شى لا يدرون هويته، ونسوة خلتهن كتلة ظلمة تتحرك وسط النور اللانهائي للشمس. مسكين يا هذا القبر، هل حقا تستطيع أن تحتوى بداخلك كل الذى كان ؟ كيف وبك ما بك من الضيق تتسع لما صعب على الدنيا ان تسعه ؟ وكان الجواب على السؤال : صوت اهتزت بسماعه الأرض اهتزازا تخيلته يوم الزلزلة، صعب التكهن من أى الدروب اتى ؟ اسافلي أم دواخلي ؟ (اهبك ايها الانسان عند ولادتك مسافة زراعين وتكسد وتكافح في الحياة وعندما تاتينى ازيدك اياها إلى مترين وكانك ما كافحت الا من أجل هذا الفارق بين الزراعين والمترين) ويجتاح الزلزال مني النفس، ولا يهدا الا بعد أن التحمت بالأنفس وسبقتها للخروج من المكان.
ذهب الرجال كل إلى مآربه، أعاد لون النساء الأسود الحرية لتكويناته، خرج منه الأخضر والأصفر والأزرق، وشكى آخى آثار ما رأت عيناه. أجبته :
تأثر بعض الرجال وادمعت كل النسوه، وتلاشى التأثر الا منا، والدموع ما خرجت الا لكي تجف والجرح لا يؤلم إلا من به الألم. لم تستطيع كلماتى أن تمنع دموع من عينيه تساقطت، خلتها لآلئ من فرط صفائها، وتتابعت منا الخطى، سرنا لا نلوى على شئ، لم يكن إلى قصد منا سبيل. وتنبعث الذكريات، من جراء رائحة تلفح منى النفس، وتجذبنى جذبا إلى مكان انبعاثها،- لكل ذكرى رائحة لا تضيع وان ضاعت المسميات والأشكال- من هذا المكان كان مجيئ للحياة، كان هذا أخر حديث جمعني وابى قبل أن يفرق بيننا مرضه، سألت أبى يوما:
ما السبب ؟ أشعر ببرودة تشاركني الحياة، اتخذت كل الأغطية ملتحفا فشعرتها تاتينى من داخلي. كان ابى كريما فاجابنى سريعا، وجاءت اجابته عاصفته يعقبها صوت كانه الرعد وهطلت الدموع من مقلتى كأنها مطر فزادت البرودة حدة، لكني أعدت السؤال
: ترفعون اخوتى على الاعناق واشعر انني اوارى التراب، من أكون ؟ عقابي المبيت مع الدواب وعقابهم ينتهي بدلال من زوجتك. اين امى ؟ ... شعرت ان رموز الوقار في لحيته قد أنتصبت وارتج الجسد الهائج لهذا الشيخ الوقور حتى أحسست أن الأرض مادت اسفله. حاول السقوط على أريكته فكانت الأرض إليه اقرب. أسرعت زوجته إليه تساعده. ازاحها بقوة عجبت أنى لهذا الجسد الراقد بمثلها ؟! واذا بسهام من عينيه تخترق جسدى، نظرات فتية لشيخ هرم، وياخذني صوته من سكونى الظاهرى : أينك أيها الفتى ؟ ارفع أبيك من الأرض.. ألقيت نفسى فشعرتا حبة رمل سقطت في يم عميق، إحتواها فما هزت موجه... لأول مرة أشعر بحرارة جسد، جمعتني وابى بها لحظة التحام، لمحت عينيه بريق تسببت فيه دمعتين كادتا ان تنسكبا، واذا بصوته يخترق مجال السمع منى امسح دموعك يافتى، إرفع ابيك من الرقاد. لا ادرى ايانا حمل صاحبه، أتيته بعصاه فالقاها، فإذا بها تتخذ لها على السطوح مكانا. عجبت لثورته!
: ماكنت متخذا العصا يوما متكئا، كانت رفيقة في يوم ضاع فيه الرفيق، أما وقد ولد الرفيق – أنت يا ولدى - فمكانها ما إليه ذهبت. ظننت أن بامكاني أن أبدلك أما غير أمك، أو أبدل نفسى حبا غير حبي، ما أصبحت أما ولا محت حبا. كنت أخادعك يا فتى فوجدتنى للنفس أخدع. نظرت في عينا الشيخ، بعدهما فتيتان، صعب التحدى، ظننت أنه سيطلب السماح، وما طلب، شعرت أننى أمام جبل يابى التحول إلى تلال، أحسست بضآلتى، عشقت رجولته، تمنيت أن أكونه. كانت قدماى وأنا الفتى تلاحق قدما الشيخ طمعا في جوارهما، وما تساوت، تتلاحق منى الانفاس ونفسه هادئه، واذا بقدميه تتمخض الخطي، أشار أبى إلى الأرض تحت قدمينا: على هذه البقعة المباركة كان لقائي بوالدتك، ولا اظنك لا تنعم وتستطب نفسا كلما ساقتك الأشواق إلى هنا بسبب هذا الشذى المنبعث من هذه النباتات الريحانية والتى ما تركت هذا المكان منذ لقائنا، لم اسأل أمك ، أى أنواع الرياحين هذه التى أهدتني ؟ ولا من أى الأماكن بها جاءت؟ نسيت الحَبَ الذى على الأرض نثرته. ونسيت هي تقاليد قبيلتها التى لم تجد إلا ارضي لتنصب عليها خيامها، وارتشفنا أنا وأمك من كئوس الحب حتى الثمالة، ضاع منا الهدى، ضللنا الطريق، ووجدتنى راع مسئول عن نبته الحب التى وجدت لها في قلبينا منبتا، وان ابحث لها عن مكانا وسط قسوة الأشجار العاتية. لقد تركت الحياة كثيرة الترحال دائمته بعض من قسوتها في قلوب هؤلاء الرجال – أهل والدتك - ولكن لما لا نخترق حاجز الأشواك ؟ إن اختراق حاجز الأشواك أيسر كثيرا من الاقتراب من حرمة هؤلاء العرب. ولكنى ارتشفت الرحيق ولا اظنني قادر على تقيئه، وما اظنها قادرة على الحياة بدونه وشعرت ثورة تجتاحنى، وأبيت إلا التحدى، أطفئت دموعها ثورتى وايقظتني من غفلة كادت تذهب بى وبها إلى النهاية، أدركت أن فى الاقتراب من بنات العرب احتراق، وأنني قطفت ثمار لم تكن لى مزروعة، وافترقنا بلا وداع. وبعد عام من الفراق التقينا في نفس المكان بعد أن أصبحت أنت ثالثنا، على يديها كانت تحملك، ومن أعواد الرياحين أعدت مهدك، تلاقيت أعيننا في صمت أوقف منا الخطي، لم يكن هناك وقت للسؤال، (ولا أظن إنسان يستفسر عن هوية حلم انتظاره طال) سبقت الروح منى الجسد، نسيت أنها تحملك. ترفقت خشية على عودها الرقيق من أن تحطمه ثورة أشولقى، آنست دف ينبعث من أسفل يدى- قطرات من دمائها - والزهرة اليانعة تذبل بين ساعدي، وإذا بلون الحياة يجمل راحتى – دمها - ، أجل أيها الفتى : منعتنى امك من تحدى أهلها وتحدت هى. إنتصرت... إستطاعت أن تحرس النبتة الرقيقة من قسوة الأشجار- أنت هذه النبتة يا بنى - تمكنت من المحاربة حتى جنت الثمار. واصلت التحدى، يجب أن تعلمني أن الحبة التى زرعتها وضعت في مكان مهئ للانبات. لكن رصاصة الشرف الحمقاء كانت أقرب منى إليها، وأبت إلا أن توصل الرسالة. أرحتها، نظرت يمنة ويسره، لم أجد للقاتل أثراً، عجبت لنظرة الرضا في عينيها ! سالتها : كيف استطاعت العينان أن تقترض بسمة الشفايف.
سقطت دموعى بعدما سمعت قصة والدتى فنادانى أبى : جفف دموعك يافتى فما جمعتنى بها دموع ولا فرقتنا ، وأكمل قصته مع والدتى: نظرت حولى لأختار مكان فيها أوارى جسدها . فكان مكان اللقاء... فخفف الوطئ واستقبل شذى الرياحين التى على قبرها زرعت، فما اظنه الا شذاها.
... تمت ...
اسماعيل عبد المالك محمد
21 ابريل 2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شذى الرياحين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دكتور / إسماعيل عبد المالك محمد إسماعيل :: عن الآدب سالونى :: قصص قصيرة وروايات ومسرحيات-
انتقل الى: